بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف



الى من يهمه الامر مع التحية ..
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه

 أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف  

أولا : من القرآن الكريم :
إن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن من قوله : { قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } [ يونس : 58 ] .
والعبرة بعموم اللفظ ، وليس بخصوص السبب .
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة . والأمر يفيد الوجوب إذا لم تكن هناك قرينة تصرفه عن ذلك  والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة ، قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[الأنبياء (107)] .
ويؤيد هذا تفسير حبر الأمة وترجمان القرآن ، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الآية ، حيث ورد عنه أنه قال :
(فضل الله العلم ، ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) اهـ  .
ثانيا : من السنة
1-                             إن أول الناس احتفالا بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هو الرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم .
 ويدل على هذا ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في باب الصيام عن رواية  أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه ) .
 فهذا الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين لأنه ولد فيه ونبئ فيه ويدل فعله صلى الله عليه وسلم على أنه ينبغي أن يُهتم بمثل هذا اليوم بفعل عبادة شكرا لله من صيام أو ما يستطيعه الفرد من أي عبادة وفعل لا يمنعه الشارع .
2 - الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر .
 فقد روى الإمام البخاري تعليقا ونقله الحافظ ابن حجر في (الفتح) ورواه عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف 7 / 478)
والحافظ البيهقي في (الدلائل ) وابن كثير في (البداية والنهاية 1 / 224 ) وابن الديبع الشيباني في (حدائق الأنوار 1 / 134 ) والحافظ البغوي في شرح السنة (9 / 76 )
 وابن هشام والسهيلي في (الروض الأنف 5 / 192 ) والعامري في ( بهجة المحافل 1 / 41) وغيرهم .
وهذه الرواية وإن كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام
وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام .
روى الإمام البخاري تعليقا أن  العباس رأى أخاه أبا لهب بعد موته في النوم فقال له ما حالك فقال في النار إلا أنه خفف عني كل ليلة اثنين وأسقى من بين إصبعي هاتين ماء فأشار إلى رأس إصبعيه وإن ذلك بإعتاق ثويبة عندما بشرتني بولادة النبي وبإرضاعها له .
وقد قال العلامة الحافظ شمس الدين بن الجزري في عرف التعريف بالمولد الشريف بعد ذكره قصة أبي لهب مع ثويبة :
فإذا كان هذا أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمته عليه السلام ، يسر ويفرح بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم ؟
وكلمة ( الإحتفال ) قد اختلطت على بعض الناس فيفهم منها : الطبل والرقص ! !
وهذا الفهم – لا شك – خطأ عظيم ، وخلط عجيب !
فالإحتفال تعني : الإجتماع والإهتمام
[  الحفل : الجمع الكثير . ويُقال : احتفل القوم احتفالا إذا اجْتَمعُوا . . . وهذا أمر لا أحفل به ولا أحفله أي لا أباليه . . . واحتفل لنا فلان إذا أحسن القيام بأمورهم . . . والمحفل : الجمع من الناس ويجمع محافل . وجاء بنو فلان بحفيلهم أي بأجمعهم . واحتفل الوادي بالسيل إذا امتلأ ] .
( جمهرة اللغة – أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، المتوفى : 321 هـ ) .
ألم يهتم النبيّ صلى الله عليه وسلم بيوم ميلاده ؟ ألم يعتبر يوم ميلاده يوماً مميزاً يتطلب شكراً لله تعالى على تلك النعمة ؟
سُئِلَ النبيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -» . صحيح مسلم
وهل شكر الله تعالى وحمده يكون بالصيام فقط ؟ ألا يحل إطعام الطعام محل الصيام ؟
يقول تعالى :  ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ . . . ) .
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلام خيرٌ ؟ قال : تُطعم الطعام ، وتقرأ السلام على مَن عرفتَ ومَن لم تعرِف . البخاري ومسلم .
يقول تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين ) .
 فأعداء النبيّ r يريدون إسكاته ومحو إسمه وخبره r إما بالسجن ، أو القتل ، أو النفي !
وكل من يحارب الإحتفال بمولده فهو مشارك لهم في غاياتهم من حيث يشعر أو لا يشعر ! وهو جزء من خطة الأعداء في طمس ذكر النبيّ r ، يطبقونها عن طريقهم من غير أن يدري المساكين ! !

https://almauld.blogspot.com/




الأحد، 25 نوفمبر 2018

ليس هناك دليل خاص يمنع من الاحتفال بالمولد النبوي، وأن جميع الأدلة العامة التي يقدمها المعارضون مردود عليها

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
انقسم العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى فريقين متعارضين، الأول يقول ببدعيته، والثاني يحكم أن هذا الاحتفال مباح، ومأجور مقيمه. ولكل من الفريقين دفوعات وأدلة يستند إليها.
أولا: أدلة القائلين ببدعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي
أفتى ثلة من أجلة العلماء بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي، من جملتهم شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الشاطبي، وابن الحاج المالكي، والشيخ ابن باز، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله. ويستندون في ذلك الحكم إلى مجموعة من الأدلة نجملها في النقاط التالية:
1- أن الاحتفال بالمولد لا أصل له في الكتاب والسنة، ولم يقمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا أحد في القرون الثلاثة الفاضلة. قال العلامة الفاكهاني:ولا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة) 1 . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنّ هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحقّ به منّا، فإنّهم كانوا أشدّ محبّة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وتعظيماً له منّا، وهم على الخير أحرص) 2.



2- ويتفرع عن الدليل الأول حجة المانعين الثانية القائلين فيها أن المولد بدعة محدثة، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة- رضوان الله على الجميع- ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومتابعة لشرعه ممن بعدهم) 3 .

3- أن إقامة المولد تشبه بدين النصارى، الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، وقد نهينا عن التشبه بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: “ومن تشبه بقوم فهو منهم” 4 .

4- أن الفرح بهذا وإظهار السرور، فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه. ويقول ابن الحاج: ثم العجب العجيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به) 5 .

5- اشتمال هذه الموالد على كثير من الكبائر وعظائم الأمور والتي يجد فيها أصحاب الشهوات بغيتهم مثل: الطرب والغناء الماجنين واختلاط الرجال بالنساء، وتناول المحرمات. قال العلامة سيدي محمد البناني في معرض حديثه عن إبطال الإيصاء بالمعصية: أَوْ يُوصِيَ بِإِقَامَةِ مَوْلِدٍ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقَعُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالنَّظَرِ لِلْمُحَرَّمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرِ) 6 .

6- تخصيص المولد بيوم للاحتفال به بدعة، يقول صالح الفوزان: إن عموم الدليل يقتضي أن تكون جميع الأيام بالنسبة للاحتفال سواسية، فتخصيص يوم واحد في جميع البلاد بالاحتفال بدعة، وإن لم يكن أصل العمل بدعة) 7 .

7- أن الاحتفال بالمولد هو من الغلو في الدين، إذ يرفع بعض المحتفلون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة الألوهية 8 .

8- أن العبادات مبنية على التوقيف من الشارع، ولا مجال فيها للاجتهاد.

ثانيا: ردود مجيزي الاحتفال بالمولد النبوي وأدلتهم

أجاز جمهور من أكابر العلماء الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ومن بينهم شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، والحافظ السيوطي، والحافظ السخاوي، وابن عاشر المالكي، وابن مرزوق، والشيخ سعيد حوى، والشيخ يوسف القرضاوي، وغيرهم من علماء الأمة. ويجيبون على أدلة المانعين بما يلي:

1- ترك النبي لا يدل على التحريم؛ فإنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل جميع المندوبات والمباحات، لذلك تحريم كل ما تركه لا يعد مقبولا وسائغا، حيث لا يحق لأحد أن يحرم على نفسه أو على غيره إلا بدليل صحيح واضح، وإلا فهو معتد ومبتدع ومتنطع) 9 وقول النبي صلى الله عليه وسلم:“إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه” يؤيد هذا، إذ لم يقل: وإذا تركت شيئا فاتركوه، وهذا دليل على أن ما تركه النبي ولم يفعله يبقى على أصله؛ وهو الإباحة؛ ولو قلنا بحرمة كل متروكات النبي لضيقنا دائرة الإباحة ووسعنا دائرة التحريم، وهذا عين المشقة ورأس الحرج الذي نفاهما الله عن هذا الدين القائم على التيسير.

ولذلك يقول المستشار فيصل مولوي: إن ذلك (أي الاحتفال بالمولد النبوي) جائز شرعاً ولو لم يكن له أصل بمعنى أنّه لم يحتفل به الصحابة والتابعون ولا تابعو التابعين من أهل الفقه في الدين وهم خير القرون) 10 .

2- ولا يصح الاستدلال بعدم احتفال الصحابة رضي الله عنهم بالمولد النبوي على عدم جواز ذلك، لأنهم رضي الله عنهم عاشوا تلك الأحداث بالفعل كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي: وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، كان سعد بن أبي وقاص يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء) 11 .

وترك السلف (في القرون الثلاثة الفاضلة) لم يكن مقترناً بتحريم الاحتفال أو كراهيّته فغاية ما هناك أنّهم لم يفعلوا، وقد أمر الله بما في هذه الآية: وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ 12 . ولم يقل في حق النبي: (وما تركه فانتهوا عنه) فكيف الحال في حقّ السلف؟!

3- أما الزعم أنها بدعة محدثة وضلالة، فالعلم قائم أن البدعة هو إحداث أمر في الدين لا أصل له في الشرع، أو التعبد لله بغير الطريقة النبوية. وليس في إقامة المولد شيء من هذا، قال الحافظ السيوطي: هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف). والصحيح أن تسمى سنة حسنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء” 13 . ولقد سن الصحابة والخلفاء الراشدون من الأعمال ما لا خلاف حولها كصلاة تراويح رمضان، وكذاك الصحابي الذي يروي الحديث خبره: فقد أخرج البخاري رضي الله عنه في صحيحه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: “كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم أي ِأنّ النبيّ لما انتهى من صلاته سأل من المتكلم من الذي قال حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه فقال المتكلم أنا، قال صلى الله عليه وسلم: رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونَها أيهم يكتبها أول”. ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ”. وفي لفظ آخر: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ”. نفهم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ليس منه” أن المحدث إنما يكون ردًا أي مردودًا إذا كان على خلاف الشريعة، وأن المحدث الموافق للشريعة ليس مردودًا.

4- ثم إنّ هذا الاحتفال ليس نوعا من العبادات التي يشرّعها الله، ولكنّه من أنواع العادات والأعراف التي يخترعها النّاس، ثمّ يأتي الشّرع بإباحتها إذا لم يكن فيها حرام، أو بمنعها إذا اشتملت على محرّمات. وبما أن ذكرى المولد في الأصل تذكير بسيرة الرّسول (صلَى الله عليه وسلَم) وأخلاقه فهي مباحة وفيها من الأجر إن شاء الله ما لا يخفى) 14 .

5- أما القول بأن هذه الاحتفالات هي نوع من عبادة الأشخاص، كقول محمد حامد الفقي: والمواليد والذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هي نوع من العبادة لهم وتعظيمهم) 15 ، فمردود لأن العنصر المقوّم لصدق العبادة على العمل هو الاعتقاد بألوهية المعظّم له أو ربوبيّته، أو كونه مالك لمصير المعظّم المحتفل، وأن بيده عاجله وآجله، ومنافعه ومضارّه ولا أقل بيده مفاتيح المغفرة والشفاعة.

وأمّا إذا خلا التعظيم عن هذه العناصر، واحتفل بذكرى رجل ضحّى بنفسه ونفيسه في طريق هداية المحتفلين، فلا يعدّ ذلك عبادة له، وإن أقيمت له عشرات الاحتفالات، وألقيت فيها القصائد والخطب. ومن المعلوم أن المحتفلين المسلمين يعتقدون أن النبي الكريم عبد الله ورسوله، فلأجل تكريمه يقيمون الاحتفال أداءً لشكر النعمة.

6- أما القول في أن في الاحتفال تشبه بالنصارى فهو ظني يقول ابن تيمية: وكذلك ما يحدثه بعض الناس إمّا مضاهاة للنصارى في ميلاد المسيح (عليه السلام)، وإمّا محبّة للنبي وتعظيماً له والله لقد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع) 16 نلاحظ أن شيخ الإسلام غير متأكد من أن الناس يقلدون النصارى بإحيائهم المولد، وذكر أنهم مثابون على المحبة والاجتهاد، لأن الأساس الذي ينبني عليه عمل المسلم هو الكتاب والسنة وحكم الشريعة، فلا تكون المضاهاة مانعة عن إتباع الكتاب والسنّة، وإن افترضنا أن أول من احتفل، احتفل تقليدا للنصارى إلا أن المحتفلين في هذه القرون براء من هذه التهمة.

7- أما تخصيص يوم بالاحتفال، يكون بدعة إذا اعتقد المحتفل وادّعى ورود الشرع به، أو حثّه على هذا التخصيص، فإن غاب هذا الاعتقاد انتفى الحكم ببدعية الاحتفال، ومعلوم أن جميع مجيزي الاحتفال بالمولد متفقون على جوازه في سائر الأيام. يقول سعيد حوى: إن أصل الاجتماع على صفحة من السيرة أو على قصيدة في مدح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جائز ونرجو أن يكون أهله مأجورين، فأن يخصص للسيرة شهر يتحدث عنها فيه بلغة الشعر والحب فلا حرج. ألا ترى لو أن مدرسة فيها طلاب خصصت لكل نوع من أنواع الثقافة شهرا بعينه فهل هي آثمة، ما نظن أن الأمر يخرج عن ذلك) 17 .

8- وقول ابن الحاج وغيره أن هذه الاحتفالات مشتملة على أمور محرّمة في الغالب، كاختلاط النساء بالرجال). لا يبيح تعميم الحكم على الاحتفالات البريئة من هذه المنكرات، ويذكر صاحب المعيار فتوى لابن عباد يقول فيها: قال بعض الفضلاء: …وما أنكر من أنكر ما يقع في هذا الزمان من الاجتماع (لإقامة المولد) في المكاتب للأطفال، إلا خيفة المناكر، واختلاط النساء والرجال، فأما إذا أمن ذلك، فلا شك في حسن ما يفعل من الاجتماع وذكر محاسنه، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في سائر البقاع،… ولا يجوز تعظيم نبي الله تعالى إلا بما يرضيه ويرضي الله تعالى) 18 .

9- ومن أدلة الإباحة القول بانعقاد الإجماع على جواز الاحتفال بالمولد النبوي، حيث أن أول إحياء للمولد كان في القرن الرابع، ولم يعترض أحد من العلماء حتى القرن السابع، وجاءت الأخبار بحضور جم غفير من الفقهاء إلى هذه الاحتفالات، ذكر ابن خلكان طرفاً من وصف الاحتفال بالمولد. فقال: إن أهل البلاد كانوا سمعوا بحسن اعتقاده فيه (أي اعتقاد ملك إربل في المولد) فكان في كل سنة يصل إليه من البلاد القريبة من اربل مثل بغداد، والموصل، والجزيرة، وسنجار، ونصيبين، وبلاد العجم، وتلك النواحي، خلق كثير من الفقهاء، والصوفية، والوعاظ، والقراء، والشعراء) 19 .

10- واستدل أيضا بأدلة عامة أخرى كثيرة منها ما في صحيح مسلم حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين فقال: “ذاك يوم ولدت فيه”. وما ذكره السيوطي فيما رواه البيهقي عن أنس من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على نفسه، كل ذلك شكرانا لنعمة النبوة.

خلاصة

بعد عرض أدلة الفريقين يتبين أن ليس هناك دليل خاص يمنع من الاحتفال بالمولد النبوي، وأن جميع الأدلة العامة التي يقدمها المعارضون مردود عليها، ونخلص إلى القول بأنه: إذا خلا الاجتماع على إقامة المولد النبوي من المنكرات، فلا حرج فيه. بل فيه من الفوائد الكثيرة والجليلة ما يجعل مقيميه ممن يحيون ما أميت من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك بذكر مناقبه صلى الله عليه وسلم وشمائله، ومدحه والصلاة عليه، وإظهار شكر هذه النعمة العظيمة، وهذه الرحمة المسداة. فلا حرج إذن في أن يعتمد شهر المولد كشهر تهيج فيه عواطف المحبة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حرج في أن يعتمد شهر المولد كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[1] المورد في عمل المولد، ص 20-21.\
[2] اقتضاء الصراط المستقيم، ص 293-294.\
[3] رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي، ج1 ص 57.\
[4] أخرجه أحمد (2/50، رقم 5114)، والحكيم (1/375)، والبيهقى فى شعب الإيمان (2/75، رقم 1199)، والطبرانى كما فى مجمع الزوائد (5/267) قال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وثقه ابن المدينى وأبو حاتم وغيرهما، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات .وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد (ص 267، رقم 848)، وابن أبى شيبة (6/471، رقم 33016)، والطبرانى فى الشاميين (1/135، رقم 216).\
[5] المدخل 2/15.\
[6] حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، ج 19 / ص 390.\
[7] صالح الفوزان، البدعة، ص17.\
[8] انظر رسالة الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع لمحمد بن سعد بن شقير، رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي: ج2 / ص921.\
[9] أحمد الريسوني، الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية: 85.\
[10] المستشار فيصل مولوي، نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.\
[11] موقع الدكتور يوسف القرضاوي، http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=5852&version=1&template_id=130&parent_id=17\
[12] الحشر، الآية 7.\
[13] رواه الطيالسى، وأحمد، ومسلم، والترمذى، والنسائى، وابن ماجه، والدارمى، وأبو عوانة، وابن حبان عن جرير.\
[14] المستشار فيصل مولوي، انظر موقع إسلام اون لاين: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528612422#ixzz0fcv82hxl\
[15] محمد حامد الفقي في تعليقه على فتح المجيد: 154.\
[16] ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، ص293.\
[17] من كتاب السيرة بلغة الحب والشعر للشيخ سعيد حوى رحمه الله.\
[18] المعيار المعرب للونشريسي، ج11 / ص279.\
[19] وفيات الأعيان، ج5 / ص117.\



السبت، 24 نوفمبر 2018

أغلب العلماء و الفقهاء اجازوا الاحتفال بمولد سيد الكائنات بأدلة شرعية و لكن من يحرم و يبدع فلا دليل له و لا نص و في اصول الفقه الترك لا يعني التحريم و ما ليس فيه نص فالأمر على الإباحة .

أغلب العلماء و الفقهاء اجازوا الاحتفال بمولد سيد الكائنات بأدلة شرعية و لكن من يحرم و يبدع فلا دليل له و لا نص و في اصول الفقه الترك لا يعني التحريم و ما ليس فيه نص فالأمر على الإباحة .

الأدلة الشرعية وبعض الآثار تدل على مشروعية قراءة القرآن على أموات المسلمين ووصول الثواب للميت

الأدلة الشرعية وبعض الآثار تدل على مشروعية قراءة القرآن على أموات المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فيا أحبابي تأملوا في ما يلي:
روى الإمام الطبراني في (المعجم الكبير)، ووالإمام البيهقي في(شعب الإيمان)، وأبوبكر الخلال في(القراءة عندالقبور) ([1])
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن بَحْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الْعَلاءِ بن اللَّجْلاجِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي:"يَا بنيَّ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَلْحِدْنِي، فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي، فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ سِنَّ عَلَيَّ الثَّرَى سِنًّا، ثُمَّ اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ، وَخَاتِمَتِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ". ([2])
قا ل نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) : رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. ([3])
واعتمد على هذا الحديث كالدليل على القراءة للأموات الشيخ جلال الدين السيوطي في (الدر المنثور)، وكذا أبو محمد الحنفي الزيلعي في(نصب الراية لأحاديث الهداية)، و إبن حجرالعسقلاني في(تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير)، وإبن عساكر في(تأريخ دمشق).
و ذكره أيضا كالدليل على مارأه كلٌ من عبد الرؤوف المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير)، و (محمد علي محمد الشوكاني الذي يعتمد على قوله الوهابية) في (نيل الأوطار) في موضعين وغيرهم.
*و وردت أيضا رواية أخرى عن إبن عمر رضي الله عنهما في هذه المسألة
كما رواها الطبراني في(المعجم الكبير)13613،والبيهقي في (شعب الإيمان)8986
حدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ , حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بن نَهِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بن أَبِي رَبَاحٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ:إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلا تَحْبِسُوهُ , وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ , وَلْيُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ , وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ . ([4])
في هذا الحديث بعض العلماء يقول:إنه ضعيف ، وبعض آخريقول: موقوف على ابن عمر.
ولكن إبن حجرالعسقلاني في الفتح يقول :أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَن. ([5])
زومعلوم أن إبن حجر العسقلاني ثقة حتى عند الوهابية.
*واعتمد على الحديث كالدليل هؤلاء الإمام السيوطي في (الدر المنثور).
و(الشوكاني) في (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) ([6]) وفي(نيل الأوطار) ([7]).
و محمد بن إسماعيل الصنعاني في (سبل السلام) ([8])
*وأيضا اللجنة الدائمة الفقهيه في السعودية التي تشكلت من :كبائر السلفيين(بكر أبو زيد ، صالح الفوزان ، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس اللجنة) تعتبر هذا الحديث حسنا، واستدلت به فى إحدى الفتاوى. ([9])

*قال الإمام الكبير أحمد بن حنبل:( إذا دخلتم المقابر فاقرأوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم. ([10])
وفي رواية أخرى قال:(إذا دخلتم المقابر اقرأوا آية الكرسي وثلاث مرار قل هو الله أحد ثم قلوا اللهم ان فضله لاهل المقابر) ([11])

ونقل هذا عن الإمام أحمد كلٌ من أبي بكر بن الخلال الحنبلي في(القراءة عندالقبور)وابن حجرالعسقلاني في( الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع)، و إبن قدامة في(المغني) و(الشرح الكبير). ([12])
إ
*وأيضا إبن تيمية (الذي تعتبره الوهابية كأول مؤسس لعقيدتهم العجيبة) في (اقتضاء الصراط المستقيم و(فتاواه):
أشار إلى أن أصح الأقوال وآخرها للإمام أحمد بن حنبل -رحمة الله- على ثواب القراءة يصل إلى الأموات. ([13])

*وأيضا جمهورعلماء المذاهب الأربعة(الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية) على وصول
ثواب القراءة للأموات . كما ورد في إحدى فتاوى الأزهر الشريف ([14]) .

*تنبيه:بعض من هذا العصر يقول إن الإمام الشافعى -رحمة الله- على أن ثواب القراءة لايصل إلى الأموات ، لأنه قال : ذللك في (الأم).
ولكن هذا الكلام باطل لسببين:
1- قال القاضي زكريا الأنصاري في فتح الوهاب::"فقال النووي في شرح مسلم المشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل ثوابها إلى الميت وقال بعض أصحابنا يصل وذهب جماعات من العلماء إلى أنه يصل إليه ثواب جميع العبادات من صلاة وصوم وقراءة وغيرها"
ثم قال بعد مانقله من النووي رحمه:" وما قاله من مشهور المذهب محمول على ما إذا قرأ لا بحضرة الميت ولم ينو ثواب قراءته له أو نواه ولم يدع بل قال السبكي "الذي دل عليه الخبر بالاستنباط أن بعض القرآن إذا قصد به نفع الميت نفعه وبين ذلك وقد ذكرته في شرح الروض. ([15])
2- وقال ابن حجر العسقلاني في(الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع) :وروى أيضا عن الزعفراني قال سألت الشافعي رضي الله عنه القراءة عند القبر فقال لا بأس به // حسن //
ثم قال الحافظ : وهذا نص غريب عن الشافعي والزعفراني من رواة القديم وهو ثقة وإذا لم يرد في الجديد ما يخالف منصوص القديم فهو معمول به ولكن يلزم من ذلك أن يكون الشافعي قائلا بوصول ثواب القرآن لأن القرآن أشرف الذكر والذكر يحتمل به بركة للمكان الذي يقع فيه وتعم تلك البركة سكان المكان وأصل ذلك وضع الجريدتين في القبر بناء على أن فائدتهما أنهما ما دامتا رطبتين تسبحان فتحصل البركة بتسبيحهما لصاحب القبر ولهذا جعل غاية التخفيف جفافهما وهذا على بعض التأويلات في ذلك وإذا حصلت البركة بتسبيح الجمادات فبالقرآن الذي هو أشرف الذكر من الآدمي الذي هو أشرف الحيوان أولى بحصول البركة بقراءته ولا سيما إن كان القارئ رجلا صالحا والله أعلم. ([16])

ويكفي لمعرفة رأي الإمام الشافعي حول هذا الموضوع قول الحافظ النووي في رياض
الصالحين في باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة بعد دفنه للدعاء له والاستغفار والقراءة ما نصه :"قال الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده شئ من القرءان وإن ختموا القرءان عنده كان حسنًا". و كتاب (رياض الصالحين) بحمد الله موجود و مطبوع وشائع بيننا، ونستطيع أن نطلع عليه بأسهل طريق، فلماذا لانفهم بعد؟؟ !! .
وفي الأخير ننقل لكم فوائد مفيدة قد تكون كافية و شافية في هذا الموضوع ، وهذه الفوائد نصوص من رسالة (القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقراءن العظيم) وهي رسالة مخطوطة محفوظة في مكتبة الأزهر، اطلعنا عليها من خلال موقع ملتقى أهل الحديث. ([17])
ونقول: قد سُئِلَ شمس الدين العسقلاني الكناني الشافعي المعروف بإبن القطان ([18]) ــــ ( وهو أحد من مشايخ الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمهما الله ) ـــــ وهل يصل ثواب القراءة للميت أم لا؟.
فأجاب عنها في رسالة سماها (القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقراءن العظيم) بجواب شاف كاف ونركز معكم على بعض من أقواله :

1-قال رحمه الله في بداية جوابه: " وقال كثيرون من الشافعية والمالكية والحنفية: تصل، وبه قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه بعد أن قال: القرآنُ على القبر بدعة، بل نقل عن الإمام أحمد رضي الله عنه يصل إلى الميت كلّ شيء من صدقة، وصلاة، وصوم، وحجّ، واعتكاف، وقراءة، وذكر وغير ذلك. ونقل عن جماعة من السلف، ونقل عن الشافعي رضي الله عنه انتفاع الميت بالقرآن على قبره، وسيأتي في قراءة الشافعي رضي الله عنه عند قبر الليث رضي الله عنه ما يدلّ عليه، واختار شيخنا شهاب الدين عقيل رضي الله عنه وصول ثواب القراءة للميت، وكُنَّا نزور معه جماعة موتى من الصالحين بالقراءة، منهم: الصحابي عقبة بن عامر، وسيدي إسماعيل المزني، والقاضي بَكَّار، والإمام الشافعي، وسيدي أبو العباس الحرار، وسيدي الليث بن سعد رضي الله عنه. واشتهر أو تواتر أن الشافعي رضي الله عنه أثنى عليه خيراً متزايداً، وذكر أنه كان أفقه من غيره ممَّن هو من أكابر السادات العلماء رضي الله عنه، ولكن أضاعوه أصحابه، وقرأ عنده ختمة، وقال أرجو أن تدومَ القراءة عنده كذلك دائماً لا تنقطع ويمضي لهم ليلة عظيمة، وربما اجتمع عنده عشرون جوقة أو أكثر من أكابر السادة والقراء والمشايخ والصالحين تقبل الله منهم، وأثابهم. ووصول ثواب القرآن إلى الميت قريباً أو أجنبياً هو الصحيح، كما تنفعه الصدقة والدعاء والاستغفار بالإجماع. وقد أفتى القاضي حسين بأن الاستئجارَ للقراءة على رأس القبر جائز كالاستئجار للأذان وتعليم القرآن".

2- ثم قال ابن القطان رحمه الله بعد سطور :" قال النووي رضي الله عنه في ((زيادات الروضة)): ظاهر كلام القاضي حسين رضي الله عنه صحّة الإجارة مطلقاً، وهو المختار، فإن موضع القراءة موضع بركة، وتنزل الرحمة، وهذا مقصودٌ بنفع الميت. وقال الرافعي رضي الله عنه وتبعه النووي رضي الله عنه في ((كتاب الوصية)): الذي يعتاد من قراءة القرآن على رأس القبر قد ذكرنا في باب الإجارة طريقين في عود فائدتها إلى الميت، وعن القاضي أبي الطيب رضي الله عنه طريق ثالث: وهو أن الميت كالحيِّ الحاضر فترجى له الرحمة ووصول البركة إذا أهدي الثواب إليّ اليّ القارئ. وعبارة ((الروضة)): إذا وصل الثواب إلى القارئ. انتهى. وعن القاضي أبي الطيب رضي الله عنه: الثواب للقارئ والميت كالحاضر، فترجى له الرحمة والبركة.

3- ثم يقول ابن القطان رحمه الله في مكان آخر :" قال القرطبي: وقد استدلّ بعض علمائنا؛ على قراءة القرآن على القبر بحديث: ((العسيب الرطب الذي شقّه النبي صلى الله عليه وسلم باثنين، ثم غرس على قبر نصفاً، وعلى قبر نصفاً، وقال: لعلَّه يخفف عنهما ما لم ييبس))([19])، أخرجه البُخاري ومسلم. قال: وفي (مسند أبي داود الطيالسي)): ((فوضع على أحدهما نصفاً، وعلى الآخر نصفاً، وقال: إنه يهون عليهما ما دام فيهما من بلولتهما شيء))([20]). لعله قال القرطبي: قال علمائنا؛ يستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور، وإذا خفَّفَ عنهم بالأشجار، فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن، وفي بعض الأحاديث: ((إنهما يُسبحان ما داما رطبين)). وقال القرطبي أيضاً: استحبَّ العلماءُ زيارةَ القبور؛ لأن القرآنَ والذكرَ تحفة الميت من زائره، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما الميت في قبره إلا كالغريق المغوث ينتظر دعوة تلحقه من ابنه أو أخيه أو صديق له، فإذا لحقته كان أحبَّ له من الدنيا وما فيها، وإن هدايا الأحياء للأموات دعوة الدعاء والاستغفار)).وقال النووي رضي الله عنه: استحبَّ العلماء قراءة القرآن عند القبر، واستأنسوا بحديث الخريدتين، وقال: إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتهما، فانتفاع الميت بقراءة القرآن عند قبره أولى، فإن قراءةَ القرآن من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عود، وقد نفع القرآن بعض مَن حصل له ضرر في حال الحياة، فالميت كذلك. قال ابنُ الرفعة: الذي دلَّ عليه الخبر بالاستنباط أن بعضَ القرآن إذا قصد به نفع الميت، وتحقيق ما هو فيه؛ إذ ثبت أن الفاتحةَ لَمَّا قصد بها القارئ نفعَ للملدوغ نفعته، وأقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: ((وما يدريك أنها رقية))([21])، وإذا نفعت الحيَّ بالقصد كان نفع الميت بها أولى؛ لأن الميتَ يقع عنه من العبادات بغير إذنه ما لا يقع عن الحيّ. نعم يبقى النظر في أن ما عدا الفاتحة من القرآن الكريم إذا قرئ وقصد به ذلك هل يلتحق به؟ انتهى. نعم يلتحق به.ففي ((كتاب ابن السني)): عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قرأت في أذنه، قال: قرأت {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً}([22])، حتى فرغت من آخر السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلاً قرأ بها على جبل لزال))([23]).ومثل ذلك ما جاء في القراءة بسورة المعوذتين والإخلاص وغير ذلك.وفي الرقية بالفاتحة دليلٌ على صحّة الإجارة والجعالة لينتفع بها الحيّ فكذلك الميت، ومما يشهد لنفع الميت لقراءة غيره قوله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا على موتاكم [يسن]([24]) ))([25])، رواه أبو داود من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، قال النَّوَويُّ: ((إسناده ضعيف، فيه مجهولان، لكن لم يضعفه أبو داود)). انتهى.عادة المحدثين في حديث الذي يرويه أبو داود، ولم يضعفه أنه غير ضعيف، قال أبو داود: ((ما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بيَّنته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وكذلك بعضها أصحُّ من بعض))([26]).قال بعضُ المحدِّثين: الحديثُ الذي يرويه أبو داود يكون تارةً صحيحاً، وتارةً حسناً، وفي كلام ابن الصلاح رضي الله عنه أن ما وجدنا في كتابه مذكوراً مطلقاً، وليس في واحد من ((الصحيحين))، ولا نصّ على صحَّته أحدٌ ممَّا يُمَيِّزُ بين الصحيح والحَسَن عرفنا أنه حَسَن عند أبي داود، ومجرد الستر لا يكون الحديث ضعيفاً، بل قد يكون في الحديث مستور، والحديث حسن، كما قاله ابنُ الصلاح وغيره بشروط ذكرت.والحديث في قراءة يسن على الموتى، رواه ابن حبان في ((صحيحه))، ورواه ابن ماجه، ورواه النَّسائيّ، ولفظه: ((اقرؤوا ياسين عند موتاكم))، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ولفظه: ((يسن ثلث القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، فاقرؤوها على موتاكم)).وأَوَّلَ جماعةٌ من التابعين وصول القراءة للميت بالمحتضر، واستحبّ بعضُ العلماء أن يقرأ عليه سورة الرعد، والتأويل خلاف الظاهر، ثمّ يقال عليه: إذا انتفع المحتضر بقراءة يسن وليس من سعيه، فالميت كذلك، والميت كالحيِّ الحاضر يسمع كالحيّ الحاضر، كما صحَّ في الحديث خلافاً لمَن خالف.وعن مجاهد عن الشعبي رضي الله عنه، قال: كانت الأنصار إذا حضروا قرؤوا عند الميت سورة البقرة.ورُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: أنه أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة.وخَرَّجَ النَّسائيُّ غيره من حديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مرَّ على المقابر، وقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرّة، ثم وهب أجره للأموات، أُعطي من الأجر عدد الأموات)).ورُوي من حديث أنس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأ المؤمنُ آيةَ الكرسي وجعلَ ثوابها لأهل القبور، أدخل اللهُ في كلِّ قبر من المشرق إلى المغرب أربعين نوراً، ووسَّعَ اللهُ عليهم مضاجعهم، وأعطى اللهُ القارئَ ثواب ستين نبياً، ورفع اللهُ له بكلِّ ميت درجة، وكتب اللهُ له بكلِّ ميت عشر حسنات))". انتهى ما نقلته من كلام ابن القطان.
أحبابي في الله هذا هو الحق إن تبعتموه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب المذنب الفقير: عدنان خالد رسول
بكالوريوس في أصول الدين /كلية العلوم الإسلامية/ جامعة السليمانية.
ماجستیر في العقيدة والفرق ؍ قسم ٲصول الدين بكلية الٳمام الٲعظم رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1])أبو بكر الخلال: وهذا العالم تعتمد عليه الوهابية كثيرا وله رسالة مسماة ب( القراءة عند القبور) وقد نشرت هذه في مجلة ( المنهج) بتحيق أ.د الشيخ حسن المفتي جزاه الله خيرا، وهو: أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر المعروف بالخلال ،سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وطبقتهما، وصحب المروزى إلى أن مات وصحب جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم صالح وعبد الله إبناه وإبراهيم الحربي، والمغازلي،له التصانيف الدائرة والكتب السائرة من ذلك الجامع والعلل والسنة والطبقات وتفسير الغريب والأدب وأخلاق أحمد وكان شيوخ المذهب يشهدون له بالفضل والتقدم، توفى ببغداد نهار الجمعة ليومين خليا من ربيع الآخر سنة 311هـ، ودفن إلى جنب قبر المروزى عند رجل الإمام أحمد. ينظر: المقصد الارشد (1/167).
([2])المعجم الكبير للطبراني /باب اللام/ ج19/ص220/ مكتبة العلوم والحكم – الموصل/ 1404 - 1983 /تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي.
([3])(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي/ دار الفكر، بيروت - 1412 هـ/ ب3/ل161)
([4])المعجم الكبير للطبراني /باب العين/ ج12/ص444/ مكتبة العلوم والحكم – الموصل/ 1404 - 1983 /تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي.
([5]) فتح الباري/ج4/ص.
([6])فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير/للشوكاني/ دار النشر: دار الفكر – بيروت/ج1/ص38.
([7])نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار/ للشوكاني/دار النشر: دار الجيل - بيروت – 1973/ج4/ص115.
([8])سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام/لمحمد بن إسماعيل الصنعاني /دار النشر، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1379/ الطبعة4/ تحقيق: محمد عبدالعزيز الخولي/ج2/ص106.
([9]). فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء/لأحمد بن عبد الرزاق الدرويش/ رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء ، الإدارة العامة للطبع ، الرياض/ 1417هـ - 1996م الطبعة : الأولى/ الفتوى رقم (1705).
([10]):ينظر:الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع/لابن حجر العسقلاني / دار الكتب العلمية - بيروت/الطبعة الأولى ، 1997/تحقيق : أبي عبدالله محمد حسن محمد الشافعي/ص85.
([11])ينظر: الشرح الكبير لابن قدامة المقدسي/ دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع/ج2/ص424/، وأيضا /المغني لابن قدامة المقدسي/ دار الفكر - بيروت/الطبعة الأولى ، 1405/ج2/ص224..
([12])يرجع إلى المصادرالسابقة.
([13])إقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصاب الجحيم/لابن تيمية الحراني/ج2/ص236-239./ومجموع الفتاوى لابن تيمية/ج24/ص317.
([14])ينظر: الفتوى / انتفاع الميت بقراءة القرآن/المفتي/عطية صقر/مايو 1997/المبادئ القرآن والسنة/السؤال/ ما حكم الدين فى قراءة القرآن على الأموات هل تنفعهم أو لا تنفعهم؟ http://www.islamic-council.com/.
([15])"فتح الوهاب شرح منهج الطلاب/ للقاضي زكريا الأنصاري/ دار النشر: دار الفكر، بيروت/ج4/ص68.
([16])ينظر:الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع/لابن حجر العسقلاني / دار الكتب العلمية - بيروت/الطبعة الأولى ، 1997/تحقيق : أبي عبدالله محمد حسن الشافعي/ص85-86.

([17]) لتحميل تلك الرسالة ومعرفة المزيد يرجع إلى هذا الرابط:موقع ملتقى أهل الحديث / قسم المخطوطات/ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80823 .
([18])إبن القطان: محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عيسى المصري شمس الدين الشافعي المعروف بابن القطان ولد سنة 737 وتوفي سنة 813 ثلاث عشرة وثمانمائة. له الإحسان العميم بانتفاع الميت بالقرآن العظيم. التسهيل. جمع الشمل في الفرائض والحساب والهندسة. الذيل على طبقات الشافعية للأسنوي. السهل في القراآت السبع. شرح الألفية لابن مالك في النحو. في أربع مجلدات. المشرب الهني في شرح مختصر المزني. هادي الطريقين في أصول الفقه/.ينظر: هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين/ لإسماعيل باشا البغدادي - (ج 2 / ص 41) الموسوعة الشاملة الألكترونية.
([19]) في ((صحيح البخاري))(5: 2249)، و((صحيح مسلم))(1: 241)، وغيرهما.
([20]) في ((مسند الطيالسي))(1: 117)، وفي ((مشكل معاني الآثار))(11: 336): ((من رطوبتهما شيء))، وفي ((مسند أحمد))(5: 35): ((ما كانتا رطبتين))، قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد))(ر13135): ((رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة)).
([21]) في ((صحيح البخاري))(2: 795)، و((سنن الترمذي))(4: 399).
([22]) المؤمنون: 115.
([23]) في ((حلية الأولياء))(1: 7)، وقال الهيثمي في ((المجمع))(ر8469): ((رواه أبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح)).
([24]) ساقطة من الأصل، ومثبتة من السنن.
([25]) في ((سنن أبي داود))(2: 208)، و((مسند أحمد))(5: 26)، و((صحيح ابن حبان))(7: 269)، و((سنن النسائي الكبرى))(6: 265)، و((سنن البيهقي الكبير))(3: 383)، و((المعجم الكبير))(20: 219)، و((مسند الطيالسي))(1: 126)، وغيرها.
([26]) من ((سنن أبي داود))(1: 16) باختصار.

لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟

  لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟ يجيبك العلامة البشير الابراهيمي ،يقول رحمه الله " ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻔﻼﺕ اﻝﻣﻮﻟﺪﻳﺔ ﻭﻫ...

الى من يهمه الأمر مع التحية ..