بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

50 كتابا موضوعها: المولد النبوي هدية لكل متابعي صفحتنا

 


50 كتابا موضوعها: المولد النبوي هدية لكل متابعي صفحتنا


من أدلة جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه واله وسلم
=====================================
الأول : أنه تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر ولقد استدل الحافظ ابن حجر بما جاء في البخاري 9/146-3184 ، فتح الباري ج: 9 ص: 145
وذكر السهيلي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال ما لقيت بعدكم راحة الا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين قال وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فاعتقها .
ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد الدمشقي :
إذا كان هذا الكافـــــر جـــاء ذمه بتبـت يداه في الجحيم مخلــدا
أتى أنه في يوم الاثنيـــن دائمــــاً يخفف عنه للســرور بأحمــدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا
الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده ، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود ، إذ سعد به كل موجود ، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في حديث أبي قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ فقال : (( فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) . رواه الامام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام ..
الثالث : أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر من القرآن من قوله تعالى : () قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) (يونس:58) فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة قال الله تعالى : () وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الانبياء:107) ..
الرابع : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت ، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لنذكرها ، وتعظيم يومها ، لأجلها ولأنه ظرف لها .
وقد أصل صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة بنفسه كما صرح البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم :" لما وصل إلى المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سأل عن ذلك فقيل له : أنهم يصومون لأن الله نجى نبيهم وأغرق عدوهم فهم يصومونه شكراً لله على هذه النعمة فقال صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه " وقد كان الحافظ ابن حجر أول من استدل على هذا الحديث في جواز المولد النبوي ولا يمكن لأي مسلم كائناً من كان أن يقدح في عقيدة الحافظ ابن حجر ..
الخامس : أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم فهو بدعة ولكنها حسنة لا ندرجها تحت الأدلة الشرعية والقواعد الكلية ، فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية ، لا باعتبار أفرادها لوجود أفرادها في العهد النبوي ..
السادس : أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام بقوله تعالى : () إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (الأحزاب:56) وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ، فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية وامدادات محمدية ومنها :
1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2- موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان فصلاتنا عليه دعاء وسؤال وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف .
3- موافقة ملائكته فيها فقد قال صلى الله عليه وسلم:" من صلى عليّ في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب"
4- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة .
5- أنه يرفع له عشر درجات ويكتب له عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات .
6- ويرجى إجابة دعائه .
7- أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفرادها .
8- أنها سبب لغفران الذنوب وكفاية الله العبد ما أهمه .
9- أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة "
10- أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة وهي سبب لقضاء الحوائج .
11- أنها زكاة للمصلي وطهارة له .
12- أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .
13- أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .
14- أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي والمسلم عليه .
15- أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
16- أنها سبب لتذكرة العبد ما نسيه ونفي الفقر وتنفي عن العبد اسم البخل .
17- نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم .
18- أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
19- أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله ويحمد ويثنى عليه فيه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم .
20- أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله .
21- أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .
22- أنه يخرج بها العبد عن الجفاء .
23- أنها سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض .
24- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه.
25- أنها سبب لنيل رحمة الله له .
26- أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذلك عقد من عقود الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها .
27- أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سبب لمحبته للعبد.
28- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه .
29- أنها سب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده .
30- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه .
31- أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أداء لأقل القليل من حقه وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا .
32- أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة انعامه على عبيده بإرساله .
السابع : أن المولد الشريف ، يشمل على ذكر مولده الشريف ومعجزاته وسيرته والتعريف به ، أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به . والتأسي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تمامًا .
الثامن : التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ، وقد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه وسلم بالقصائد ويرضى عملهم ، ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلاة ، فإذا كان يرضى عمن مدحه شعراً ، فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة ، ففي ذلك التقرب له عليه السلام ، باستجلاب محبته ورضاه ، وقد ذكر الحافظ ابن سيد الناس في كتابه منح المدح مائة وبضع وسبعين من الصحابة مدحوا ورثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيات غاية في الروعة ومنها ماهو مشهور ... كهذا البيت :
وإن الرسول لنور يستضاء بــه ... مهند من سيوف الله مسلول
روى الطبراني بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قفل من تبوك - يعني وهو عائد من تبوك - قال له عمه العباس : يارسول الله أأذن لى أن امتدحك فقال له رسول الله : " قل لا يفضض الله فاك ياعم " فلم تسقط أسنانه حتى مات فأنشد ..
من قبلها طبت في الظـــلال وفي مستودع حيث يأفك الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا نطفه ولا مضغـــــه ولا علـق
نطفــــــه تركب السفينــــة وقد الجم نســر وأهله الغـــرق
حتى احتوى بيتك المهيمــن من جلدت علــيّ دونها النطــــق
وأنت لمـــا ولدت أشرقــــت الأرض وضاءت بنــورك الأفــق
فنحن في ذلك النــور وذلك الضياء سبل الرشـــاد نختـــرق
[1706] وروى الشافعي أن عمر بن الخطاب في عهده دخل المسجد فوجد حسان بن ثابت ينشد الشعر في مدح الرسول .. فقال : حسان أشعر في مسجد رسول الله ؟ فقال : لقد أنشدته عند من هو خير منك ياعمر .. ثم التفت إلى أبو هريرة وقال : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أيده بروح القدس .. فقال: نعم ، فقال: فاتخذوا لحسان منبر في المسجد ينشد الشعر في مدح رسول الله " هذا دليل على أن الصحابه مدحوا رسول الله بعد وفاته ، واعتراض سيدنا عمر على الشعر لم يكن اعتراضاً على مدح رسول الله أو على الشعر إنما كان اعتراضاً على المكان الذي يُنشد فيه ، ألا وهو المسجد .. والله أعلم .
[2\192] من الطبقات الكبرى للزهري عن بكر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت الله لكم )) ..
التاسع : أن معرفة شمائله ومعجزاته وارهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام وزيادة المحبة ، إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل ، خَلقَاً وخُلُقاً ، علماً وعملاً ، حالاً واعتقاداً ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً فما كان يستدعيهما مطلوب كذلك .
العاشر : أن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مشروع ، والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور ووضع الولائم والاجتماع للذكر وإكرام الفقراء من أظهر مظاهر التعظيم والابتهاج والفرح والشكر لله ، بما هدانا لدينه القويم ، وما من به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
الحادي عشر : يُؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة ، وعد مزاياه ، وفيه خلق آدم تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي كان من الأنبياء عليهم السلام فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين والمرسلين .
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً ولنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة ، شكراً للنعمة وإظهاراً لمزية النبوة وكما يُؤخذ تعظيم المكان الذي ولد فيه نبي من أمر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة ركعتين ببيت لحم ثم قال له : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى وفيه اتباع لما جاء في القرآن من ذكر قصص ميلاد عدد من الأنبياء عليهم السلام ، كقصة مولد سيدنا موسى ويحيي وعيسى ومريم عليهم الصلاة والسلام جميعاً .... وهل يتأتى أن يذكر مولد هؤلاء الأنبياء وغيرهم ولا نذكر نحن مولد أفضل الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟؟؟ وليس في هذا تشبه باليهود والنصارى كما يقول بعض المعارضين .... !!!!
الثاني عشر : أن المولد أمر يستحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد ، وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف : (( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ومارآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح )) أخرجه أحمد
الثالث عشر : أن المولد اجتماع ذكروصدقه ومدح وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة ، وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة ، وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها .
أن الله تعالى قال : () وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )) (هود: من الآية120) يظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجاته هو صلى الله عليه وسلم .
الرابع عشر: ليس كل مالم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول ، فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع فما اشتمل على مصلحة فهو واجب أو على محرم فهو محرم ، وللوسائل حكم المقاصد ، وقد قسم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام:
واجبة : كالرد على أهل الزيغ ، وتعلم النحو.
ومندوبة : كإحداث الربط والمدارس ، والأذان على المنابر وصنع إحسان لم يعهد في الصدر الأول.
ومكروه : كزخرفة المساجد ، وتزويق المصاحف .
ومباحة : كاستعمال المنخل ، والتوسع في المأكل والمشرب .
ومحرمة : وهي ما أحدث لمخالفة السنة ولم تشمله أدلة الشرع العامة ولم يحتو على مصلحة شرعية .
الخامس عشر: أما الحديثان التاليان للمصطفى صلى الله عليه وسلم : " كل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " ، " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
وقد فـُسرت من البعض أن كل الأولى لفظ عموم .. عموم في الدين والدنيا والثانيه خاصه في الدين!
ولكن ليست كل بدعة محرمة ولو كان كذلك لحرم جمع أبو بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآن وكتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم ؟! ، ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح مع قوله : " نعمت البدعة هذه " ؟! ، وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة ؟! ، ولوجب علينا حرب الكفار بالسهام والأقواس مع حربهم لنا بالرصاص والمدافع والدبابات ؟! ، وبناء الجامعات وتسميتها بهذا الإسم وتسمية الندوات والمحاضرات بهذا الإسم فإنه لم يذكر أن رسول الله أو أحداً من الصحابة سمى بهذا الإسم ، وزيادة الآذان الأول يوم الجمعة ؟! ، وزيادة سيدنا عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد ؟! ..
وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري : " وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة ، لكن منها ما يكون حسناً ومنها مايكون خلاف ذلك " أ . هـ
وقال الشافعي : " البدعة بدعتان : بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود ، وما خالف السنة فهو مذموم . أ . هـ
وقال أيضاً : " ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو اجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو المحمود ". أ . هـ
فمن ثم قيد العلماء رضي الله عنهم حديث كل بدعة ضلالة بالبدعة السيئة ، ويصرح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم . ونحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف وذلك كجمع الناس على إمام واحد في آخر الليل لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح ، وكختم القرآن فيها ، وكقراءة دعاء ختم القرآن وإطالته وكنداء المنادي بقوله صلاة القيام أثابكم الله ، فكل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف ، فهل يكون له بدعة ؟؟ أو يكون محرماً فعله ؟؟ !! ..
السادس عشر : وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سنة في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها )) ..
إذا كان معنى الحديث كما هو متعارف أن من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحيا سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إذن فعلى هذا الأساس نُكمل شرح الحديث - على أنه ليس من المعقول أنه تشرح حديثاً على قاعدة ثم تغييرالقاعدة لشرح باقي هذا الحديث - فمن سن سنة سيئة أي أحيا سنة سيئة لرسول الله !! هل رسول الله له سنة سيئة حتى نحييها ؟؟!! ، حاشاه عن ذلك .
إذن فليس هذا هو الشرح الصحيح وإنما لو قلنا أن من أحدث أو سن سنة حسنة في الدين بعموم اللفظ فله أجرها وأجر من عمل بها وبالتالي من سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وإن المولد النبوي من السنن الحسنة كما ذُكر آنفاً .. والله أعلم .
السابع عشر: أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك مشروع في الإسلام ، فأنت ترى أن أكثرأعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح بمنى كلها حوادث ماضية سابقة ، يحي المسلمون ذكراها بتجديد صورتها في الواقع .
الثامن عشر: كل ما ذكرنا سابقاً من الوجوه في مشروعية المولد إنما هو في المولد الذي خلا من المنكرات المذمومة التي يجب الانكار عليها ،أما إذا اشتمل المولد على شئ مما يجب الانكارعليه كاختلاط الرجال بالنساء وارتكاب المحرمات وكثرة الإسراف مما لا يرضى به صاحب المولد الشريف صلى الله عليه وسلم فهذا لاشك فيه من المحرمات لكن تحريمه حينئذ يكون عارضياً لا ذاتياً كما لا يخفى على من تأمل ذلك .
التاسع عشر : قال الحبيب محمد سعيد البيض من دولة كينيا بأفريقيا :
قال الإمام الفارض : ألا كل مدح للنبي مقصراً **** وإن بالغ المثني عليه وأكثرا
إن الله سبحانه تعالى مدح رسوله في كتابه العظيم بالخلق العظيم وبالأوصاف العظيمة فالقرآن كله مدح للرسول العظيم كما قال الشاعر : قرآن ربك كله **** بك يحتف ويمجد
وما من سورة وآية إلا ومدحت رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) فيها أعظم مدح فإن الله سبحانه وتعالى ذمه بسبب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا قام الرجل يدافع عنك بكل قوة وبصراحة فهل مدحك أو ذمك فالله سبحانه وتعالى مدحه بأعظم مدحه ، فإن الله جل جلاله قام بذم عمه تشريفاً لمقامه صلى الله عليه وسلم ..
وأما ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) فإذا قيل لك أمام الجم الغفير قل لهم يفعل كذا فهو يمدحك ..
وكذلك ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) و( وَالضُّحَى ، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) والغريب أن هذه السورة فيها المدح الكامل والميلاد الكامل فالله تعالى يقول ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ) فهناك نظرين أولهما كيف وجد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وجد بالميلاد ، ما نزل من السماء ؟ وما نبت من الأرض ؟ وما جاء من البحر ؟ وإنما ولد ، كيف ولد ؟ ومن ولده ؟ وكيف تربى ؟ وكيف .. ؟ وكيف ..؟ وكيف كان يتيماً ؟ ومن هو أبوه ؟ ومن هي أمه ؟ وفي إيواءه من إيواء جده عبد المطلب إلى عمه أبو طالب إلى إيواء خديجة إلى إيواء الأنصار فهذه الآية الواحدة مولوداً كاملاً ثم الآية الأخرى (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) بعض المفترين يقولون أن النبي قد ضلَّ ، وضل في اللغة العربية أخطأ الطريق الذي يجب أن يمشي عليه والله سبحانه وتعالى يقول: ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ ) فلما تلا الكتاب والإيمان فقد اهتدى فلذلك الضلال في القرآن يجيئ لمعان انظر إلى موسى لما قال له فرعون : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) فلم يقبل موسى عليه السلام ( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) ما قصدت قتل الرجل إنما قصدت دفاعاً عن المظلوم والضعيف .. ومن الغريب أيضاً أن القرآن جمع مدائح كثير وقد جمعتُ الآيات في المدح فأحصيتُ أكثرمن 435 آية صراحة في المدح أما الإيماء فكل القرآن فإذا أقمنا 435 مجلساً في العام فهذا قليل في حقه صلى الله عليه وسلم فيجب علينا أن نقيم أكثر من ذلك فلو أنا أقمنا كل يوم لأحمد مولداً قد كان واجب ، والصحابة رضوان الله تعالى عليهم مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم وما من صحابي إلا وله موقف في مدح النبي صلى الله عليه وسلم إما قولاً وإما فعلاً وإما إنشاداً وإما جهاداً ، فلذلك امدح نبيك بأي وسيلة شئت وسمه بعد ذلك مولداً أو ذكرى أو أي اسماً شئت ولكن المقصود أن تمدح النبي صلى الله عليه وسلم فصلاتك مقبولة بأي اسم كان لك حتى لو لم يكن لك اسم فصلاتك مقبولة فالمقصود تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وكل من مدح النبي صلى الله عليه وسلم مدحه وهو قائم ولايوجد أحداً من الصحابة مدحه وهو جالس فالقيام أصل والجلوس فرع أتقدم الفرع على الأصل ؟ لماذا ؟ ، ويقول المفترين إنكم تستحضرون روح النبي صلى الله عليه وسلم ! فإنك تستحضر روحه في الصلاة فكيف إذا استحضرت روحه في المولد ؟! ، فلا تصح صلاتنا إلا إذا قلنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته نداءان خطابيان الكاف وأيها فأنت تستحضر النبي في الصلاة فإذا استحضرته في المولد فهذا غير جائز ، وبعضهم يقولون هل يحضر النبي في المولد فإذا كان الأنبياء يحضرون أمام النبي فهذا موسى ينزل عندما حج النبي ورأى يونس ورأى غيرهم من الأنبياء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحضر الأنبياء ويراهم فنحن إذا لم نكن نره ..
وسلم لأهل الله في كل **** مشكـــل لديك لديهم واقع
وإذا لم ترى الهــــلال **** فسلم لأناس رآه بالأبصار
۩ - مجموعة موالد نبوية مباركة بمناسبة المولد النبوي الشريف
💚📖💚📖💚📖💚📖💚📖💚📖💚📖
وهي 50 كتابا موضوعها: المولد النبوي
هدية لكل متابعي صفحتنا..
==
01 – مولد البرزنجي
وهذه النسخة عتيقة كان الشيخ سيدي سالم بن ابراهيم يقرأ فيها، وعليها تعليقات بخطه جزاه الله خيرا وعطَّفَهُ علينا
حَمِّلُوها واحتفظوا بنسخة منها
http://up.top4top.net/downloadf-top4top_67d39391951-pdf.html
02- النظم البديع في مولد الشفيع ﷺ للشيخ سيدي يوسف بن اسمــعيل النبهاني رحمه الله تعالى
وهي مما كان شيخنا سيدي يواظب على قراءته مع تلامذته
http://up.top4top.net/downloadf-top4top_c87ee767571-pdf.html
وهذه نسخة أخرى:
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/8872.rar
3- عــــرف التعـــريف بالمولد الشـــريف
الإمام الحافظ المقرئ /محمد بن محمد ابن الجزري الدمشقي
https://archive.org/d…/mawlid_ibnjazari/mawlid_ibnjazari.pdf
4- الاعلام بفتاوي ائمة الاسلام حول مولده عليه الصلاة والسلام
جمع وترتيب: العلامة السيد محمد بن علوي المالكي الحسني
http://www.archive.org/do…/348789384/alialam-ftawi-aimah.pdf
5 - حسن المقصد في عمل المولد
الحافظ الامام جلال الدين السيوطى
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/07.rar
6 - النعمة الكبرى في مولد سيد الأنام
للعلامة الحافظ ابن حجر الهيتمي المكي الشافعي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/02.rar
7 - الـمـولـد الـمـحـمـدي
تأليف فضيلة الإمام الرائد الشيخ/ محمد زكي إبراهيم رضى الله عنه
http://www.mediafire.com/file/5b0k7yd0921gm22
8 - الكوكب الأنور علي شرح الجوهر جعفر البرزنجي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/01.rar
9 - الهدي التام في موارد المولد النبوي وما اعتيد فيه من القيام
الشيخ محمد علي بن حسين المالكي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/03.rar
10 - بشائر الأخيار في مولد المختار صلى الله عليه و سلم محمد
الشيخ ماضي ابو العزائم
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/04.rar
11 - تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي
الشيخ حسن السندوبي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/05.rar
12 - البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي
الشيخ محمود الزين رحمه الله
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/06.rar
13 - خلاصة الكلام في الاحتفال بمولد خير الأنام
الشيخ عبد الله بن الشيخ أبو بكر بن سالم
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/08.rar
14 - مولد النبي صلي الله عليه و سلم
الشيخ عبد الرحمن بن عبد المنعم الخياط
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/09.rar
15- الإحتفال بموالد الأنبياء وسيرهم فى القرآن الكريم
ومولد سيد المرسلين ﷺ فى مدونات السيرة النبوية
تأليف أ. د / أحمد محمد نور سيف المهيري
http://www.mediafire.com/download/8a6aws8v8x44549
16- شرح المولد النبوی: المسمی بــ
الکوکب الأنور علی عقد الجوهر فی مولد النبی الازهر ﷺ
تأليف العلامة: جعفر بن البرزنجی
تحقيق نادي فرج درويش - اسم الناشر: مرکز بن العطار للتراث
http://www.mediafire.com/download/0pp4224yd5lq3ya/1.pdf
17- الإحتفال بالمولد النبوي بين المؤيدين والمعارضين ماقشات وردود
تأليف السيد أبي الحسنين عبدالله الحسينى المكي الهاشمي رحمه الله تعالى
https://ia802701.us.archive.org/…/rodoudach3ari…/mawlidn.pdf
18- ترويح الفؤاد باستحباب الاحتفال بمولد خير العباد
تأليف فضيلة الشيخ/ محمد بن بوشعيب برة
http://www.mediafire.com/download/2r76tpc8oui21pv
19 - مولد أُمَّة - أضواء علي خلق رسول الانسانية
تأليف / خالد محمد القاضي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/10.rar
20 - المولد العثماني المسمى الأسرار الربانية
الشيخ / محمد عثمان الميرغني
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/2001.rar
21 - مظهر الكمالات فى مولد سيد الكائنات
العلامة الشيخ/ سلامه الراضي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/2002.rar
22 - السانحات الأحمدية والنفثات الروعية في مولد خير البرية
الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/2003.rar
23- مولد المناوي عبد الرؤوف
للحافظ المناوي رحمه الله تعالى
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/8869.rar
24- القول الجلى فى الرد على منكر المولد النبوى
الشيخ أبو هاشم السيد الشريف
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/8871.rar
25- ابتغاء الوصول لحبّ الله بمدح الرسول ومشروعية قراءة المولد
الشيخ أبو محمد الويلتوري
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/11.rar
26- المولد البرزنجي
بتحقيق بسام محمد بارود
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/12.rar
27- المولد النبوي بين المانعين و المجيزين
الشيخ عبد الله الحسني المكي الهاشمي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/13.rar
28 - نظم المولد البرزنجي
الشيخ زين العابدين بن محمد الهادي البرزنجي
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/14.rar
29 - الحجج الدامغة والبراهين الساطعة في جواز الإحتفال بالمولد النبوي
العلامة الشريف حامد أحمد بابكر
http://www.alkeltawia.net/Download/books/maoled/01.rar
30- من كتب السادة الحنابلة أهل الحديث في المولد النبوي الشريف
" مولد رسول الله ﷺ " للمنبجي الحنبلي رحمه الله
http://www2.islam.gov.kw/alwaei.gov.…/products/…/2014/84.pdf
31 - أقوال العلماء فى حكم الاحتفال بالمولد
إعداد/ الشيخ إيهاب أحمد، والشيخ محمد على حاسم
http://www.mediafire.com/download/3qozp2h33udf6w8
32 - هل نحتفل بالمولد
وبـعـض مـا قـيـل فـى الـمـولـد الـنـبـوي الـشـريـف
إعداد/ دائرة الأوقاف والشئون الإسلامية بـدبي
http://www.mediafire.com/download/4ac67nm3bv02fw5
33 - فرائد المواهب اللدنية في مولد خير البرية
تأليف مفتي بيروت الشيخ مصطفى بن محيي الدين بن نجا (ت 1350 هـ)
http://www.mediafire.com/download/qh1rlk4l7uk7j14
34- بيان أن الاحتفال بمولد رسول الله محمد ﷺ بدعة حسنة
https://sites.google.com/site/a3fqnz/35
35- حكم الاحتفال بالمولد النبوي بين المجيزين والمانعين
تأليف فضيلة الـدكتور الشيخ عبدالفتاح قديش اليافعي حفظه الله
http://www.mediafire.com/download/d22l58gxdg25ku2
36- شرح المولد النبوی: المسمی بــ الکوکب الأنور علی عقد الجوهر فی مولد النبی الازهر ﷺ
تأليف العلامة: جعفر بن البرزنجی - تحقيق نادي فرج درويش
اسم الناشر: مرکز بن العطار للتراث
http://www.mediafire.com/download/0pp4224yd5lq3ya/1.pdf
37- الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ( إحتفاء وتذكير)
تأليف العلامة/ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله تعالى - تحقيق فضيلة الشيخ/ نزار حمادي حفظه الله
http://www.mediafire.com/download/wi74fk7ddcj48pd
38- هذا مولد النبي عليه السلام المسمى بشرف الأنام
تأليف العلامة/ أحمد بن الشيخ العلامة قاسم البخاري
http://www.mediafire.com/download/1tmwp16qjkugrgu
39- البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
تأليف : فضيلة الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين
http://www.dralzain.com/UploadedImag…/…/albayan_alnabawi.pdf
40- خلاصة الكلام في الاحتفال بمولد خير الأنام
تأليف :الشّيخ عبد الله ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم الشّافعي
http://www.mediafire.com/download/7znstyat02myf3m
41- اللآلي السنية في مشروعية مولد خير البرية
تأليف العلامة عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود
http://www.mediafire.com/download/pwe9xprb9uq8zgl
42- مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
تأليف الشيخ الداعية الكبير: محمد إلياس العطار القادري الرضوي
https://archive.org/download/mawlid_radwi/mawlid_radwi.pdf
43- ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ
رابط مباشر
https://archive.org/download/7898765465/hawl-ihtfal.pdf
44- اليمن والإسعاد بمولد خير العباد صلى الله عليه وسلم - محمد بن جعفر الكتاني
رابط مباشر
https://archive.org/download/rodoudach3ariya/yomnwis3ad.pdf
45- تلحين الصنجِ شرح مولد الإمام البرزنجي - عبد الرحيم الجرجاوي
رابط مباشر
archive.org/…/talhineshanj_barzan…/talhineshanj_barzanji.pdf
46- الأدلة الشرعية في جواز الاحتفال بميلاد خير البرية - عز الدين الشيخ
رابط مباشر
archive.org/…/alihtifal_bi_almawl…/alihtifal_bi_almawlid.pdf
47 - النفحات البهية في مولد خير البرية –
تأليف / أمين البطاوي
رابط مباشر
archive.org/download/nafahate_bahiya/nafahate_bahiya.pdf
48- الحديقة في مولد خير الخليقة –
تأليف / عبد الله العلمي الحسني
رابط مباشر
archive.org/download/mawlid_alhadika/mawlid_alhadika.pdf
49- الأجوبة المرضية عن إشكالات الوهابية في إقامة مولد خير البرية
تحميل مباشر
http://up.top4top.net/downloadf-338lfs781-pdf.html
50- مولد باللغة الانجليزية
وموثق ومؤصل من كلام علماء الاسلام- دار الفتوى استراليا
https://ia800301.us.archive.org/…/Kutu…/Mawlid_Book_2011.pdf

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

تَذْكِرَةُ الأَبْرَار بِفَضْلِ إِحْيَاءِ يَوْمِ مَوْلِدِ الْرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ المُخْتَار

 تَذْكِرَةُ الأَبْرَار

بِفَضْلِ إِحْيَاءِ يَوْمِ مَوْلِدِ الْرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ المُخْتَار

شمس الزمان الإمام د. طارق بن محمد السَّعدي

 

لمطالعة "اختصار تذكرة الأبرار" انتقل إلى: صفحة الاختصار

للحصول على بطاقة دعوية في الموضوع انتقل إلى: صفحة التذكرة المصورة

 

قال شمس الزمان الإمام طارق بن محمد السعدي رضي الله عنه:

  تَذْكِرَةُ الأَبْرَار بِفَضْلِ إِحْيَاءِ يَوْمِ مَوْلِدِ الْرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ المُخْتَار

ولد سيدنا رسول الله محمد r بتاريخ: 12 ربيع الأول من العام 52 قبل الهجرة الموافق عام 571 ميلادي(*)

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ السَّبْعَاتِ الْسَّمَاوِيَّة والأرْضِيَّة، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْبَرِيَّة، وَبَعْدُ:

يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ الْمُكَرَّمُ، احْرَصْ عَلَى إِحْيَاءِ يَوْمِ الْمَوْلِدِ الْنَّبَوِيِّ الْمُعَظَّم؛ وَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهُ مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتُحْرَم، فَإِنَّ " إِحْيَاءَ يَوْمِ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدٍ r " سُنَّةٌ شَرْعِيَّةٌ؛ هَدَى إلَيْهَا الأَدِلَّةُ الْتَّفْصِيْلِيَّةُ وَالإجْمَالِيَّة؛ فَقَدْ ثَبَتَ إِحْيَاءُ يَوْمِ الإثْنَيْنِ لِلْمَوْلِدِ وَالرِّسَالَةِ الْنَّبَوِيَّة(1)، وَثَبَتَ إِحْيَاءُ يَوْمِ عَاشُوْرَاء(2) مِنْ أيَّامِ الفَضْلِ وَالرَحْمَةِ السَّنَوِيَّة، فَثَبَتَ سُنِّيَّةُ وَمَشْرُوْعِيَّةُ إِحْيَاءِ الأَيَّامَ الْحَوْلِيَّة لِمِيْلادِ الْذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّة.

تنبيه: وَقَدْ أَنْكَرَ البَعْضُ سُنِّيَّةَ "إِحْيَاءَ المَوْلِد النَّبَوِيّ"، وَزَعَمُوْا أَنَّهُ بِدْعَةٌ مَرْدُوْدُة؛ لِعَدَم فِعْلِ الْسَّلَفِ الأوَّلِ لَهُ!

وَهُوَ إنْكَارٌ يَقُوْمُ عَلَى خَطَأٍ وَتَخْرِيْص؛ إِذْ قَدْ فَعَلَهُ النَّبِيُّ r أُسْبُوْعِيًّا عَلَى سَبِيْلِ الْتَّفْصِيْلِ بِطَرِيْقَةٍ (هِيَ الْصَّوْمُ الأُسْبُوْعِيُّ) دُوْنَ تَخْصِيْص(1)، وَهَدَى إِلَى جَوَازِ فِعْلِهِ سَنَوِيًّا دُوْنَ تَنْصِيْص(2)وَحَثَّ عَلَى إِحْدَاثِ الأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ مُبَيِّنًا فَضْلَ الْبِدَعِ الْمُسْتَنِدَةِ إِلَى أَدِلَّةٍ شَرْعِيَّة (3)، وأنَّهَا فُرُوْعٌ لشَجَرَةِ سُنَّتِهِ الْعَلِيَّة، وَتَفَاعُلٌ لِسِعَةِ الْرِسَالَةِ الإِسْلامِيَّة! لِذَلِكَ قَالَ مُحْيِي الْسُّنَّة "الإمَامُ الشَّافِعِيُّ t" في بَيَانِ "حَدّ الاتِّبَاعِ" فِيْ مُحْدَثَاتِ الْخَلَف: أَنْ " كُلُّ مَا لَهُ مُسْتَنَدٌ مِنَ الْشَّرْعِ فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ، وَلَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ الْسَّلَفُ "اهـ

فَإِحْيَاءَ يَوْمِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ أُسْبُوْعِيًّا أَوْ سَنَوِيًّا بِالْعِبَادَاتِ أَوْ الْعَادَاتِ (الثَّابِتَةِ فِي التَّفْصِيْلِ، أَوْ الْمُبْتَدَعَةِ اسْتِنَادًا إِلَى دَلِيْل) هُوَ عَمَلٌ صَالِحٌ مُسْتَمَدٌّ مِنَ الْتَّنْزِيْل! وفِيْهِ اسْتِجَابَةٌ لِأَمْرِ "ذِكْرْ نِعْمَةِ اللهِ الجَلِيْل": بِإِحْيَائِهَا بِالْفَرَحِ وَالْشُّكْرِ وَالْتَّبْجِيْل(4).

كَتَبَهُ: خَادِمُ الحَقِّ، د. طَارِق بْنُ محمَّد السَّعْدِي

 

(1) سُئِلَ النَّبِيُّ r عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ »[رواه مسلم].

(2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ t، قَالَ: " قَدِمَ النَّبِيُّ r الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: « مَا هَذَا »؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: « فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ »[متفق عليه].

(3) قَالَ النَّبِيُّ r إِجْمَالاً: « مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا »[الترمذي وابن ماجة وغيرهما]! وَمِن أَمْثِلَةِ التَّفْصِيْل: أَنَّهُ r قَالَ: « إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ »، قَالَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ:" كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ r فَلَمَّا .. قَالَ: « سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ »، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ r، قَالَ: « مَنِ الْمُتَكَلِّمُ »؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: « رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ »[متفق عليهما].

(4) قال الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾[يونس:58]، ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾[لقمان:12]، ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ؛ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج:32]، ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾[الضحى:11].

السبت، 17 أكتوبر 2020

حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟!

 

أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي من القرآن الكريم والسنة والقياس .

أولا : من القرآن الكريم (7)

[إن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن من قوله : { قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } [ يونس : 58 ] فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة ، قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[الأنبياء (107)]ويؤيد هذا تفسير حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الآية قال :
(فضل الله العلم ، ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) اهـ فالفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب في كل وقت وفي كل نعمة ، وعند كل فضل ، ولكنه يتأكد في كل يوم اثنين وفي كل عام في شهر ربيع الأول لقوة المناسبة وملاحظة الوقت ، ومعلوم أنه لا يغفل عن المناسبة ويعرض عنها في وقتها إلا من لا بصيرة له .] (8)
ثانيا : من السنة
1- [ إن أول الناس احتفالا بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هو الرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم . ويدل على هذا ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في باب الصيام عن رواية سيدنا أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه ) فهذا الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين لأنه ولد فيه ونبئ فيه ويدل فعله صلى الله عليه وسلم على أنه ينبغي أن يُهتم بمثل هذا اليوم بفعل عبادة شكرا لله من صيام أو ما يستطيعه الفرد من أي عبادة وفعل لا يمنعه الشارع .] (9)
2- [الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر . فقد روى الإمام البخاري تعليقا ونقله الحافظ ابن حجر في (الفتح) ورواه عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف 7 / 478) والحافظ البيهقي في (الدلائل ) وابن كثير في (البداية والنهاية 1 / 224 ) وابن الديبع الشيباني في (حدائق الأنوار 1 / 134 ) والحافظ البغوي في شرح السنة (9 / 76 ) وابن هشام والسهيلي في (الروض الأنف 5 / 192 ) والعامري في ( بهجة المحافل 1 / 41) وغيرهم وهذه الرواية وإن كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام .
وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام .
روى الإمام البخاري تعليق أن سيدنا العباس رأى أخاه أبا لهب بعد موته في النوم فقال له ما حالك فقال في النار إلا أنه خفف عني كل ليلة اثنين وأسقى من بين إصبعي هاتين ماء فأشار إلى رأس إصبعيه وإن ذلك بإعتاق ثويبة عندما بشرتني بولادة النبي وبإرضاعها له .
وقد قال العلامة الحافظ شمس الدين بن الجزري في عرف التعريف بالمولد الشريف بعد ذكره قصة أبي لهب مع ثويبة :
فإذا كان هذا أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمته عليه السلام ، يسر ويفرح بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم ؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم . وعلق الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي على هذا الحديث حيث قال :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا
وحديث سيدنا العباس رؤيا حق وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لرؤيا الحق اعتبارا خاصا في التشريع حيث شرع الآذان موافقة لرؤيا رآها أحد الصحابة في منامه .
وهذه الرؤيا كانت في زمن كله صحابة ، فلم نسمع بأحد منهم قال : إنها أضغاث أحلام بل يعتبر هذا إجماعا سكوتيا على كل ما فيها ، ولم ينكرها أحد منهم بعد وفاته وقد تداولها التابعون بالقبول والاستحسان ولم نسمع بأحد منهم اعترض عليها إلى يومنا هذا .
وأما من قال : إن الرائي والمخبر هو العباس في حال الكفر ، والكفار لا تسمع شهادتهم ولا تقبل أخبارهم ، فإن هذا قول مردود ، لا رائحة للعلم فيه ، وهو باطل ، ذلك لأنه لم يقل أحد إن الرؤيا من باب الشهادة مطلقا ، وإنما هي بشارة لا غير فلا يشترط فيها دين ولا إيمان ، بل ذكر الله تعالى في القرآن معجزة يوسف عليه السلام عن رؤيا ملك مصر وهو وثني لا يعرف دينا سماويا مطلقا ، ومع ذلك جعل الله تعالى رؤيته المنامية من دلائل نبوة يوسف عليه السلام وفضله وقرنها بقصته ولو كان ذلك لا يدل على شيء لما ذكرها الله تعالى لأنها رؤيا مشرك وثني لا فائدة فيها لا في التأييد ولا في الإنكار .
ولهذا ذكر العلماء أن الكافر يرى الله تعالى في المنام ويرى في ذلك ما فيه إنذار له وتوبيخ وتقريع .
والعجب كل العجب من قول قائل : إن العباس رأى ذلك في حال كفره والكفار لا تسمع شهادتهم ولا تقبل أخبارهم ، فإن هذا القول يدل على عدم المعرفة بعلم الحديث إذا المقرر في المصطلح أن الصحابي أو غيره إذا تحمل الحديث في حال كفره ثم روى ذلك بعد إسلامه ، أخذ ذلك عنه ، وعمل به ، وانظر أمثلة ذلك في كتب المصطلح لتعرف بعد صاحب هذا القول عن العلم ، وإنما الهوى هو الذي حمل المعترض على الدخول فيما لا يتقنه .] (10)
3 - روى الإمام مسلم في صحيحه ( 5 / 198 ) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء] اهـ
وفي هذا الحديث الشريف نرى أن النبي r قد سمى بدعة الهدى سنة ووعد فاعلها أجرا ، ويظهر لنا أنه يسن للمسلم أن يأتي بسنة حسنة وإن لم يفعلها الرسول r من أجل زيادة الخير والأجر ومعنى سنّ سنة أي أنشأها باجتهاد واستنباط من قواعد الشرع أو عموم نصوصه ، وأي سنة أعظم من الاحتفال ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم.
ثالثا : من القياس
قال الإمام الحا فظ العلامة جلال الدين السيوطي : (11)
[وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر-العسقلاني- عن عمل المولد فأجاب بما نصه :
أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا .
قال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون نجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه : فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به وما كان حراما أو مكروها فيمنع وكذا ما كان خلاف الأولى انتهى.
قلت :
وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو : ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات .] انتهى كلام الإمام السيوطي .
أسماء بعض الأئمة الذين أفتوا بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
- الإمام الحافظ شيخ الإسلام "أحمد بن حجر العسقلاني" كما أورد ذلك الإمام السيوطي في "فتوى حسن المقصد" مذكورة في كتاب "الحاوي للفتاوى" )[1 / 181 :189 ].
- الإمام الحافظ "جلال الدين السيوطي" كما ورد في الفتوى المشار إليها سابقا .
- الإمام "عبد الله ابن الحاج" كما ذكر الإمام السيوطي في فتواه المشار إليها .
- الحافظ السخاوي نقل عنه الإمام "ملا علي القاري"في كتابه"المورد الروي "صـ307 أنه قال(بل خرج شيخ مشايخ الإسلام العلامة أبو الفضل ابن حجر-العسقلاني-الأستاذ المعتبر تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته فعل المولد على أصل ثابت يميل إلى الاستناد إليه كل همام........ الخ ) اهـ وقد سبق ذكر هذا الأصل .
- الإمام الحافظ "القسطلاني"في كتابه"المواهب اللدنية"ج1/ صـ148
- الإمام خاتمة المحدثين "الزرقاني" في شرحه على "المواهب اللدنية"
- الإمام الحافظ ابن شامة في كتابه [الباعث على إنكار البدع (1 / 23 ، 24 ) ] .
- الإمام شيخ الإسلام "ابن حجر الهيتمي المكي" في كتابه "الفتاوى الحديثية"صـ 202 حيث أجاز الاحتفال بالموالد التي تشتمل على خير كصدقة وذكر وصلاة وسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدحه وأن تخلو من الشرور ، آي أنه يقول بمشروعية الاحتفال وجوازه.
أسماء بعض الأئمة الذين لم يكتفوا بإجازتهم الاحتفال ولكن ألفوا موالد – أي نظما من الشعر أو النثر يروي هذه الذكرى العطرة
- الإمام الحافظ "ابن دحية " كما أورد الإمام السيوطي في فتوى حسن المقصد في عمل المولد .
- الإمام شيخ القراء "الحافظ شمس الدين الجزري"له مولد اسمه"عرف التعريف بالمولد الشريف" وذكره الإمام السيوطي في فتواه .
- الإمام الحافظ "ابن ناصر الدمشقي" له مولد اسمه"مورد الصادي في مولد الهادي"وقد ذكره الإمام السيوطي في الفتوى وانظر أيضا كتاب"كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"صـ319 .
- العلامة المحدث الفقيه"ملا على القاري" له مولد اسمه "المولد الروي في المولد النبوي" طبع في مصر بمطبعة السعادة عام 1980مـ .
- الإمام الحافظ"أبى الفرج بن الجوزي"له مولد مشهور يسمى العروس طبع عدة مرات .
- الإمام الحافظ "العراقي"له مولد أسماه (المورد الهني في المولد السني) وقد ذكره ضمن مؤلفاته الحافظ ابن فهد في ذيله على "التذكرة" .
- الإمام الحافظ "السخاوي"صنف مولدا نبويا سماه"الفخر العلوي في المولد النبوي"ذكره في كتابه الضوء اللامع "ج8 صـ18 " .
- الإمام الحافظ "عبد الرءوف المناوي"له مؤلف في المولد مشهور مطبوع متداول "بمولد المناوي" انظر كتاب "البراهين الجلية"صـ36 .
أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف احتفالا رسميا
[وأول من أحدث فعل ذلك صاحب أربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنة وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون .
قال ابن كثير في تاريخه :
كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه، قال وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب بن دحية مجلدا في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة .
وقال سبط بن الجوزي في مرآة الزمان:
حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه عد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس غنم شوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة فرس ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى، قال وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاث مائة ألف دينار وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة فكان يصرف على هذه الدار في كل سنة مائة ألف دينار وكان يستفك من الفرنج في كل سنة أسارى بمائتي ألف دينار وكان يصرف على الحرمين والمياه بدرب الحجاز في كل سنة ثلاثين ألف دينار هذا كله سوى صدقات السر، وحكت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك الناصر صلاح الدين أن قميصه كان من كرباس غليظ لا يساوي خمسة دراهم قالت : فعاتبته في ذلك فقال لبسي ثوبا بخمسة وأتصدق بالباقي خير من أن ألبس ثوبا مثمنا وأدع الفقير والمسكين .
وقال ابن خلكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب بن دحية :
كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء قدم من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بأربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي فعمل له كتاب التنوير في مولد البشير النذير وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار قال وقد سمعناه على السلطان في ستة مجالس في سنة خمس وعشرين وستمائة انتهى.] (12)
- وقال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (22/صـ335، 336 ) عن الملك المظفر أبي سعيد كوكبري :
[ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين، وغزا معه، وتمكن منه، وأحبه، وزاده الرها، وزوجه بأخته ربيعة واقفة الصاحبية، وأبان مظفر الدين عن شجاعة يوم حطين، وبين، فوفد أخوه صاحب إربل على صلاح الدين نجدة فتمرض ومات على عكا فأعطى السلطان مظفر الدين إربل وشهرزور، واسترد منه حران والرها.
وكان محبا للصدقة، له كل يوم قناطير خبز يفرقها، ويكسو في العام خلقا ويعطيهم دينارا ودينارين، وبنى أربع خوانك للزمنى، والأضراء، وكان يأتيهم كل اثنين وخميس ويسأل كل واحد عن حاله ويتفقده ويباسطه ويمزح معه.
وبنى دارا للنساء، ودارا للأيتام، ودارا للقطاء، ورتب بها المراضع.
وكان يدور على مرضى البيمارستان، وله دار مضيف ينزلها كل وارد، ويعطى كل ما ينبغي له.
وبنى مدرسة للشافعية والحنفية وكان يمد بها السماط، ويحضر السماع كثيرا، لم يكن له لذة في شئ غيره.وكان يمنع من دخول منكر بلده، وبنى للصوفية رباطين، وكان ينزل إليهم لأجل السماعات.
وكان في السنة يفتك أسرى بجملة ويخرج سبيلا للحج، ويبعث للمجاورين بخمسة آلاف دينار، وأجرى الماء إلى عرفات.
وأما احتفاله بالمولد فيقصر التعبير عنه، كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتنصب قباب خشب له ولأمرائه وتزين، وفيها جوق المغاني واللعب، وينزل كل يوم العصر فيقف على كل قبة ويتفرج، ويعمل ذلك أياما، ويخرج من البقر والإبل والغنم شيئا كثيرا فتنحر وتطبخ الألوان، ويعمل عدة خلع للصوفية، ويتكلم الوعاظ في الميدان، فينفق أمولا جزيلة.
وقد جمع له ابن دحية " كتاب المولد " فأعطاه ألف دينار. وكان متواضعا، خيرا، سنيا، يحب الفقهاء والمحدثين] اهـ
- وقال الإمام الحافظ أبو شامة في كتابه [الباعث على إنكار البدع (1 / 23 ،24 ) :
[ومن أحسن ما ابتدع في زماننا من هذا القبيل ما كان يفعل بمدينة أربل جبرها الله تعالى كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء مشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله وشكرا لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى جميع المرسلين ، وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب أربل وغيره رحمهم الله تعالى ]اهـ (13)
شبهات مردودة
فإن قال قا ئل :
بأن هذا الاحتفال بهذه الطريقة بدعة ، لم يرد فعله بهذه الكيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحا بته أو عن أحد من السلف .
قلنا له :
إنك بقولك هذا قد بدعت أئمة أعلاما وعلماءا أجلاء قد سبق النقل عنهم بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، كالإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني والإمام الحافظ جلال الدين السيوطي والإمام السخاوي والإمام ابن دحية والإمام ابن الجزري والإمام ابن حجر الهيتمي وغيرهم كثير قد سبق النقل عنهم .
فهل أنت يا هذا أعلم من هؤلاء بعلوم القرآن والسنة ؟!
وهل أنت يا هذا أقدر من هؤلاء على الاستنباط والأخذ من علوم الشريعة الغراء ؟!
وهل أنت يا هذا تعرف حدود البدعة والسنة ويجهلها أمثال هؤلاء الأئمة الأعلام ؟!
فلا والله يا مدعي العلم ما تبلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه ، وليس لك ولأمثالك ممن يقول بقولك هذا من الحق نصيب .
فاكفف لسانك يا مسكين عن أمثال هؤلاء ، فما بينك وبينهم إلا كما بين الثرى والثريا ، فاعرف قدر نفسك تسلم .
فإن تماديت في غيك وسولت لك أمارتك بالسوء أن تردد بلا حياء أو إدراك مقولة : [كل يؤخذ منه ويرد ] ، فما لك عندنا بعد الحوقلة والاسترجاع إلا قولنا لك :
وهل تنتظر من جماهير الأمة أن تأخذ بقولك أنت وأمثالك وترد أقوال هؤلاء الأعلام ؟!
وإذا لم يجز في زعمكم متابعة الأئمة الأثبات الأعلام كالسيوطي والعسقلاني والهيتمي وغيرهم فمن إذا يتابع من بعدهم وهم أئمة الدين وعلماء المسلمين والأنجم الساطعة للمذاهب الأربعة التي ارتضتها الأمة على مدى تاريخها الطويل ؟!
فإن لم تشتفي يا مدعي العلم من هذه الكلمات ، وتعاميت عما سبق سوقه من أدلة من القرآن والسنة وقياس الأئمة الأعلام وما استخرجوه من أصول لجواز الاحتفال ، قلنا لك تنزلا :
قولك ببدعية الاحتفال [كلام غير مسلم لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه بل قد تكون أيضا مباحة ومندوبة وواجبة .
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات :
البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة .
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد :
البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة قال والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فهي محرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة، وذكر لكل قسم من هذه الخمسة أمثلة إلى أن قال وللبدع المندوبة أمثلة:
منها إحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول ومنها التراويح والكلام في دقائق التصوف وفي الجدل، ومنها جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله تعالى .
وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشا فعي عن الشا فعي قال :
المحدثات من الأمور ضربان :
أحدهما : ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة .
والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان (( نعمت البدعة هذه )) يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى : هذا آخر كلام الشافعي .
فبطل بذلك قول القائل ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لأن هذا القسم مما أحدث وليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول فان إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام .]اهـ (14)
ولا يفوتنا في نهاية الرد على هذه الشبهة أن نذكر بأنه بفرض عدم ورود الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عن أحد من السلف بهذه الكيفية فإن هذا الترك لا يدل على التحريم كما هو مقرر في علم الأصول .
[فقد روي في الصحيحين عن خالد بن الوليد أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقيل هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت : أحرام هو يا رسول الله ؟ فقال لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر "
ففي الحديث دليل للقاعدة الأصولية " أن ترك الشيء لا يقتضي تحريمه " قد يقال : سؤال خالد يدل على خلاف القاعدة وهو أن الترك يقتضي التحريم وقد استدل به بعضهم لذلك قال في جوابه "لما رأى خالد إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب بعدما أهوى ليأكل منه حصل عنده شبهة في تحريمه فلذلك سأل وكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له مؤيدا للقاعدة ومؤكدا لعمومها في أن ترك الشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يفيد تحريمه ]اهـ (15)
- فإن قال قائل :
قد يحدث في بعض التجمعات للاحتفال بالمولد بعض المخالفات الشرعية من اختلاط أو رفع النساء لأصواتهن بالذكر والإنشاد أو ما شا به ، فيترتب على ذلك مفاسد توجب التحريم لمثل هذه الاحتفالات
قلنا له :
[ما سبق هو كلام صحيح في نفسه غير أن التحريم فيه إنما جاء من قبل هذه الأشياء المحرمة التي ضمت إليه لا من حيث الاجتماع لا ظهار شعار المولد بل لو وقع مثل هذه الأمور في الاجتماع لصلاة الجمعة مثلا لكانت قبيحة شنيعة و لا يلزم من ذلك ذم أصل الاجتماع لصلاة الجمعة كما هو واضح وقد رأينا بعض هذه الأمور يقع في ليالي من رمضان عند اجتماع الناس لصلاة التراويح فهل يتصور ذم الاجتماع لأجل هذه الأمور التي قرنت بها كلا بل نقول أصل الاجتماع لصلاة التراويح سنة وقربة وما ضم إليها من هذه الأمور قبيح شنيع وكذلك نقول أصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة وما ضم إليه من هذه الأمور مذموم وممنوع .] اهـ (16)
- فإن قال قائل :
أن الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه.
نقول له :
[ أولا : أن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا ووفاته أعظم المصائب لنا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم والصبر والسلوان والكتم عند المصائب , وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود , و لم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع , فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته .
وقد قال ابن رجب في كتاب [اللطائف] في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين : لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم ؟ ] اهـ (17)
من عجائب الوهابية (18)
- العجيبة الأولى
الوهابية والإمام الفاكها ني .
المطالع لما يتوكأ عليه المعترضون والمنكرون لجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجد أنهم لايستندون في فريتهم هذه على أي نقل لعالم معتبر اللهم فتوى الشيخ "الفاكهاني"التي شذ بها عن السواد الأعظم من علماء الأمة وهذا هو دأب الباطل دائما يتصيد زلات العلماء . وتدعيما لأكاذيبهم وتزيينا لباطلهم استدلوا بفتوى للإمام الفاكهاني من متأخري المالكية قال فيها بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ,وذلك حتى يخففوا من حدة باطلهم وليوهموا أتباعهم أن لهم سندا وتأصيلا علميا مستمدا من التراث الفقهي للأمة .
ولكن الإمام السيوطي في فتوى [حسن المقصد في عمل المولد] - والتي سبق الإشارة إليها كثيرا بين ثنايا هذه الرسالة - قد عرض للحكم الشرعي للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وقرر أن هذا أمر جائز شرعا وقد رد فيها رحمه الله بثاقب علمه وغزير فضله علي فتوى الإمام الفاكهاني .
فماذا فعل الوهابية ؟
بالطبع لم يضيعوا الفرصة فها هي زلة لإمام كبير تنادي عليهم لينتشلوها ويعضدوا بها باطلهم , فقاموا بجمع أجزاء فتوى الإمام الفاكهاني من بين ثنايا فتوى " حسن المقصد " وطبعوها مستقلة بدون رد الإمام السيوطي عليها , وبالطبع لم ينسوا أن يقدموا رأيهم الشاذ معها , ثم بعد ذلك أتبعوا المجموع – الزلة ورأيهم الشاذ الباطل – بالجمل الرنانة الطنانة – مثل : هذا لم يجري عليه عمل السلف , باطل ... الخ – وقدموا كعادتهم هذا الهراء على أنه هو الحكم الشرعي الوحيد والصحيح لهذه المسألة .
فياترى من هو الإمام الفاكهاني ؟ وهل هو وفق أبجديات الفكر الوهابي ممن يؤخذ عنه ويعتمد عليه في الإفتاء ويعتد بأقواله ؟.
ولمن لا يعرف الإمام الفاكهاني وللإجابة عن هذه الأسئلة نقول : اقرأ معنا بعض ما ذكره عنه الإمام ابن فرحون المالكي في كتابه [ الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب ] والمعروف أيضا باسم طبقات المالكية .
يقول الإمام إبن فرحون الما لكي عن الإمام الفا كها ني في هذا الكتاب [ صـ 184 ] :
[ وله شرح العمدة في الحديث لم يسبق إلى مثله لكثرة فائدته وشرح الأربعين للنووي وسماه المنهج المبين في شرح الأربعين وله الإشارات في العربية وشرحها و"التحفة المختارة في الرد على منكر الزيارة "وكتاب الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير.
وفال في ذات الصفحة عن "الشيخ الفاكهاني"( وأخبرني جمال الدين: عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد:
فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها ؟
لقال: غبار من تراب نعالـهـا أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها. ] اهـ
يتضح لنا من الأسطر القليلة السابقة ما يلي:
1-أن الشيخ الفاكهاني يجيز زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشد الرحال لها وله كتاب في الرد على المنكرين لها – ابن تيمية ومن لف لفه - .
2- أن له كتابا في الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3- أنه كان صوفيا وكان شيخا للمتصوفة بخانقاه (سعيد السعداء) .
4- كان يقصد زيارة نعل النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك به .
هذا هو الإمام الفاكهاني الذي يحتج به المعترضون , وبعدها من حقنا أن نسأل المتكثرين بزلة الإمام الفاكهاني عن الآتي :
- هل تستشهدون بمن يجيز زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وشد الرحال لها ويرد على منكريها وبمن يتبرك بآثار الأنبياء والصالحين وبمن هو من الصوفية ومن شيوخ الخنقاوات والتكايا الصوفية , وبمن يؤلفون كتبا في الصلاة على النبيr " كدلائل الخيرات" .
سيقولون بالطبع : " كل يؤخذ منه ويرد" نقول لهم صدقتم ولكن من يفعل ما سبق ذكره عن الشيخ الفاكهاني هو عندكم مبتدع كافر زنديق قبوري فهل تأخذون منه ؟!!!!
بالطبع هم سيأخذون منه زلته فقط , أما باقي ما اتفق وسار فيه مع الأمة فلا .
أنظر أخي القارئ وتمعن في المكيافلية(19) في أنقى صورها , فها هي الغاية لدى الوهابية تبرر الوسيلة .
- يأخذون زلة إمام ويتركون أقوال أكثر من عشرين آخرين .
- وياليتهم قالوا أن المسألة فيها قولين , ولكنهم يعرضون شذوذهم وزلة العالم على أن هذا هو الحق , - بالقطع لن يجرؤا على عرض المسألة والقول بوجود رأيين بها فكيف يستقيم أن تأخذ بزلة عالم مردود عليها وتدع أقوال عشرين من أئمة المسلمين - والمصيبة أنهم يتمادون في الضلال ويبدعون الناس بزلة عالم .
- يكفرون الصوفية والمتوسلين والمتبركين وزائري المصطفى المعصوم عليه الصلاة والسلام , ثم يتكثرون بهم بعدها .
ولم لا طالما أن هذا سيخدم باطلهم .
حقا إنها الوقاحة والاستخفاف بالعقول في أبشع صورة .
- العجيبة الثانية
حكومة الدولة الراعية لهذه الحركة والتي يتولى أئمتها كبر الإنكار والتبديع للمحتفلين بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتفلوا بعيد ميلاد" كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة !!!!!!!
فقد نقلت صحيفة [البيان الإماراتية] في العدد الصادر بتاريخ14-11-2005 هذا النبأ :الفيصل يفاجئ رايس بكعكة عيد ميلادها الـ 51

[في ختام مداولات الحوار الاستراتيجي الأميركي ـ السعودي في جدة أمس فاجأ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس بكعكة عيد ميلادها الـ 51 الذي يصادف اليوم الاثنين فبعدما تطرَّق الفيصل ورايس إلى التعاون المشترك بين بلديهما في ما يخص قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والمواضيع الاقتصادية والسياسية الثنائية، وقبل اختتام المؤتمر الصحافي المشترك قال الوزير السعودي إنه لا يزال هناك موضوع آخر للمناقشة وعلى الفور تم إدخال كعكة كُتب عليها "عيد ميلاد سعيد لكوندي" في إشارة إلى كوندوليزا رايس. وزُيِّنت الكعكة بالعلمين السعودي والأميركي. وأعرب الفيصل عن تمنياته لرايس بـ "عيد ميلاد سعيد جداً" وهو ما شكرته عليه.] انتهى
فما هو موقف السادة الأفاضل مدعى العلم في هذه الدولة من يفتون المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأن الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه بدعة فما موقفهم من هذا التصرف؟
وهل قالوا لحكامهم بأن هذا بدعة ؟
وماذا فعلوا تجاه هذا الموقف !!!!!!
وما هو موقف أذنابهم في مشارق الأرض ومغاربها من يرددون كالببغاوات ما يلقى لهم من هؤلاء الأدعياء بلا أدنى وعي أو روية ؟!
من يعرف الإجابة يتفضل بإعلانها ولا نملك إلا أن نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل.
انتبه يا أخي
انتبه يا أخي :
المولد سنة حسنة ولا يقال عنه لو كان خيرا لدل الرسول أمته عليه : فجمع المُصحف ونقطه وتشكيله عمل خير مع أنه صلى الله عليه وسلم ما نص عليه ولا عَمِلَهُ. فهُؤلاء الذين يمنعون عمل المولد بدعوى أنه لو كان خيرا لدَلَّنا الرسول عليه وهم أنفسهم يشتغلون في تشكيل المصحف وتنقيطه يقعون في أحد أمرين: فإما أن يقولوا إن نقط المصحف وتشكيله ليس عمل خير لأن الرسول ما فعله ولم يدل الأمة عليه ومع ذلك فنحن نعمله ، وإما أن يقولوا إن نقط المصحف وتشكيله عمل خير لم يفعله الرسول ولم يدل الأمة عليه لذلك نحن نعمله . وفي كلا الحالين ناقضوا أنفسهم .
انتبه يا أخي :
المولد سنة حسنة وليس داخلا تحت نهي منه صلى الله عليه وسلم بقوله " مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هَذَا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌ " لأنه صلى الله عليه وسلم أَفْهَمَ بقوله " ما لَيْسَ مِنْهُ " أن الْمُحْدَثَ إنما يكون ردًّا أيْ مَرْدُودًا إذا كان على خلاف الشريعة ، وأن الْمُحْدَثَ الموافق للشريعة ليس مردودا .
فالرسول لم يقل مَنْ أَحْدَثَ في أمْرِنا هَذا فَهُوَ رَدٌّ بل قيدها بقوله : "ما لَيْسَ مِنْهُ" ليبين لنا أن المحدث إن كان منه ( أي موافقا للشرع ) فهو مشروع ، وإن لم يكن منه ( أي لم يكن موافقا للشرع ) فهو ممنوع .ولما كان عمل المولد أمرا مشروعا بالدليل النقلي من قرآن وسنة ثبت أنه ليس بمردود .
انتبه يا أخي :
المولد سنة حسنة وليس فيه قدح لصحابته صلى الله عليه وسلم بزعم أن فيه إشارة إلى أننا نحبه أكثر منهم: فالرسول صلى الله عليه وسلم ما جمع القرآن في كتاب واحد بل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو الذي جمعه وسماه المصحف، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة رضي الله عنهم بحجة أن فعله هذا يشير إلى أنه يحب القرآن أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أليس العلماء قالوا [المزية لا تقتضي التفضيل ]، فإن كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه جمع القرآن والرسول لم يجمعه في كتاب واحد على هيئته اليوم فهذا لا يعني أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد وسيدنا أبو بكر لم يفعله فهذا لا يعني أنه أفضل من سيدنا أبي بكر رضي الله عنهما .
كذلك عمل المولد إن نحن عملناه لكن الصحابة رضي الله عنهم ما عملوه فمجرد هذا لا يعني أننا أفضل منهم ولا أننا نحبه r أكثر منهم .
وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا محمد خير من صام وقام وركع وسجد .والله ولي التوفيق وعليه فليتوكل المؤمنون ،والحمد لله رب العالمين .
الهوامش
(1)- الجمعة : 3.
(2) - أخرجه البخاري في صحيحه، ج1 ص14، ومسلم في صحيحه ، ج1 ص 76.
(3) - أخرجه البخاري في صحيحه، ج1 ص14.
(4) - التوبة:24.
(5) - أخرجه البخاري في صحيحه، ج6 ص 2445.
(6) - البيان لما يشغل الأذهان لفضيلة الإمام العلامة الأستاذ الدكتور عليّ جمعة مفتي الديار المصرية ( 1 / 164 ، 165 ) .
(7) - لتعلم يا أخي رزقني الله وإياك التوفيق أن الأدلة على جواز الاحتفال متوافرة من الكتاب والسنة والقياس عليهما ، ولكن اكتفينا بإيراد ما يفي بالغرض منها دون استقصائها كاملة طلبا للإيجاز والاختصار إذ هو المقصود من هذه الرسالة .
(8) - انظر النجوم الزاهرة في جواز الاحتفال بمولد سيد الدنيا والآخرة لفضيلة الشيخ أحمد عبد الباقي ( 48 ، 49 ) .
(9) - المرجع السابق ( 40 ، 41 ) .
(10) - المرجع السابق ( 43 – 47 ) .
(11) - كتاب الحاوي للفتاوي ، فتوى حسن المقصد في عمل المولد ( 1 / 188 ) .
(12) - المرجع السابق ( 1 / 181 ، 182 ) .
(13)- نقلا عن كتاب ليلة النصف من شعبان لفضيلة العلامة السيد الشريف الأستاذ الدكتور محمود السيد صبيح ( صـ 109 ) .
(14) -انظر الحاوي للفتاوي ، فتوى حسن المقصد في عمل المولد ( 1 / 184 ، 185 ).
(15)- من كتاب " إتقان الصنعة " للحافظ أبى الفضل عبد الله الصديق الغماري ( صـ 9) .
(16) - انظر الحاوي للفتاوي ، فتوى حسن المقصد في عمل المولد ( 1 / 185 ) .
(17) - المرجع السابق ( 1 / 185 ) .
(18) - الوهابية فرقة ضالة تنسب لمحمد بن عبد الوهاب النجدي الذي ظهر في القرن الثاني عشر الهجري بأرض نجد ، وقد قامت دعوته على تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ، وكانت الدعامة الأساسية لدعوته هو زعمه بردة الأمة وكفرها وعبادتها للأولياء والصالحين ، وقد قام عليه أئمة المسلمين في عصره وحذروا منه وأظهروا بدعته ، وكان على رأسهم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب المذكور ، إذ أنه كان من أكبر المحذرين من ضلالات أخيه وكان له عليه الرد الذي اشتهر باسم : الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية .
ولما انتشر شرر هذه الدعوة الضالة وطال أرض الحرمين الشريفين وفعل أتباعها بالمسلمين في تلك البلاد الأفاعيل من قتل ونهب وسلب واستباحة للأعراض توالت الوقائع بين أتباع محمد بن عبد الوهاب من بعده وبين قوات الخلافة العثمانية إلى أن نجح محمد علي باشا والي مصر من قبل الخلافة العثمانية في القضاء عليهم وتدمير عاصمتهم الدرعية .
ثم وجد هذا الفكر الضال من أحياه مجددا في بدايات القرن الماضي وكان من أهم عوامل سقوط الخلافة العثمانية وهزيمتها في الشام في الحرب العالمية الأولى ومن ثم سقوط القدس في أيدي الإنجليز .
ومع توالي الفتن والمحن التي تعصف بالأمة ، ومع رفع العلم بقبض العلماء ، ومع الطفرة البترولية وما نتج عنها من توفير موارد مادية هائلة لأبناء هذه الحركة ، أخذ هذا الفكر الضال يبلور نفسه ويظهر للأمة في ثوب جديد ناصع براق تحت ستار الدعوة إلى مذهب السلف ، وتسمى أتباعه بالسلفيين إمعانا في الكذب وتضليل المسلمين ، ونفقت هذه السلعة الجديدة في سوق الجهل والتخبط ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا الفكر على التحقيق ما هو إلا مذهب الخوارج ، والسلف منه ومن القائمين على نشره براء .
ولله در الإمام العلامة إبن عابدين الحنفي حيث قال عنهم في كتابه [رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار] ( 4 / 262 ) : [مطلب في أتباع محمد بن عبد الوهاب الخوارج في زماننا : كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف .] اهـ
وحسبك أنك تجد أئمة هذا الفكر الضال هم من يتولون كبر الإنكار على المحتفلين بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهم القائمين بتبديعهم ورميهم بالضلال ، لذا قد توجب الإشارة إليهم والتحذير منهم على إيجاز يكون تفصيله إن شاء الله في أحد أعداد سلسلة [حقائق ] ، نخصصه في بيان حقيقة هذه الفرقة الضالة .
ولمزيد من المعلومات عن هذه الفرقة الضالة أنظر :
[الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية] للشيخ سليمان بن عبد الوهاب.
[الدرر السنية في الرد على الوهابية] للإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان مفتي الشافعية بمكة المكرمة.
[النقول الشرعية في الرد على الوهابية] للشيخ مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي الحنبلي .
[سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية] للإمام إبراهيم المنصوري السمنودي .
[صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر] للسيد الشريف عبد الله حسن فضل الحسيني .
[الفجر الصادق] للعلامة جميل صدقي الزهاوي .
(19) - هي نسبة لميكيافللي صاحب مقولة الغاية تبرر الوسيلة .
المراجع
- البيان لما يشغل الأذهان - فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية
المقطم للنشر والتوزيع – القاهرة – 1426 هـ - 2005 م
- الحاوي للفتاوي – للإمام العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى- 1421هـ - 2000م
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج – للإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي
دار البيان العربي – القاهرة – 2006 م
- النجوم الزاهرة في جواز الاحتفال بمولد سيد الدنيا والآخرة - الشيخ أحمد عبد الباقي
دار جوامع الكلم – القاهرة – الطبعة الأولى – 1425 هـ - 2004 م
- البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع – دكتور عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع
دار قرطبة – بيروت – الطبعة الأولى – 1422 هـ - 2001 م
- ليلة النصف من شعبان – السيد الشريف الأستاذ الدكتور محمود السيد صبيح .
دار الركن والمقام – القاهرة – الطبعة الأول – 1430هـ - 2009م
- إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة – للحافظ أبي الفضل عبد الله الصديق الغماري
مكتبة القاهرة – القاهرة – 1997 م
- الفتاوى الحديثية – للإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي
دار إحياء التراث العربي – بيروت

لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟

  لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟ يجيبك العلامة البشير الابراهيمي ،يقول رحمه الله " ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻔﻼﺕ اﻝﻣﻮﻟﺪﻳﺔ ﻭﻫ...

الى من يهمه الأمر مع التحية ..