بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 21 أكتوبر 2021

الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول، فهل هو بدعة مطلقاً، أم مستحبة، أم جائزة مطلقاً؟

  بسم الله الرحمن الرحيم


الاحتفال بالمولد النبوي بين التحريم والاستحباب وفق فقه الميزان:
بقلم أ.د علي محيي الدين القره داغي
كثرت الأسئلة في هذه الأيام حول الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول، فهل هو بدعة مطلقاً، أم مستحبة، أم جائزة مطلقاً؟ أفيدونا وفق فقه الميزان أثابكم الله تعالى.
الجواب :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد،
موازين ثابتة توضح حقائق شرعية:
• إن للمسلمين عيدين دينيان فقط هما عيد الفطر الذي يأتي بعد أداء ركن الصيام، وعيد الأضحى الذي يأتي بعد أداء الركن الأخير من الإسلام وهو الحج. وأن كلا العيدين فيه الصلاة (صلاة العيد) والتكبيرات ونحوهما من الأمور التعبدية. فلا يجوز بالإجماع إضافة أي عيد ديني لأنه بدعة محرمة وخطيرة على الدين نفسه. أما الاحتفالات الوطنية أو الاحتفالات بالبطولات، والأشخاص الذين كان لهم دور في خدمة الإسلام والمسلمين، أو للوطن فهذه لا تدخل في الأعياد الدينية لأنها ليست لها طقوس دينية، ولا تخصص بصلاة ونحوها من العبادات الشعائرية المحضة. حتى لو سميت أعياداً فلا مشاحة فيها، لأن العبرة بالحقائق والمقاصد وليست بالألفاظ والمباني.
• الميزان الثاني حول قيام مجموعة من الناس بنشاط معين مثل الاحتفال بمولد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وانتهزوا الفرصة، فأقاموا الخطب والكلمات حول شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته ..... إلخ، فهذا النشاط في حد ذاته ليس صلاة، ولا عيداً دينياً ولا حجاً ولا طوافاً، وإنما هو نشاط عام تتوارد عليه – كما يقول علماء الأصول – الأحكام التكليفية أو معظمها وفقاً لما يأتي :
- إن صحبته البدع المحرمة والخرافات والاختلاط المحرم ونحوها من المحرمات فهذا النشاط يصبح محرماً تحريماً لغيره، وإن صاحبته المكروهات، فمكروه وهذا الحكم عام لكل نشاط تصاحبه المحرمات فيكون محرماً أو مكروهاً لأنه داخل في أن الاعتبار في الوسائل والذرائع بمآلاتها وآثارها، فمن المتفق عليه أن الوسائل تأخذ حكم الغايات والمقاصد والمآلات.
- وإن لم تصحبه المحرمات من البدع المحرمة ونحوها، بل نوى أصحابها انتهاز هذه الفرصة للدعوة إلى الله تعالى، والتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه فيكونون مثابين بإذن الله تعالى لأن " الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " رواه البخاري في صحيحه (1) ومسلم (1907)
- وإذا أراد أصحاب الاحتفال بالمولد أن يجعلوه عيداً دينياً يخصصونه بنوع من الصلوات والشعائر ونحوها ( ما يسميه البعض بالطقوس الدينية) فهذا بلا شك محرم وبدعة محدثة وضلالة.
ونحن حديثنا وفتوانا على الفقرة (2) السابقة فقط، وطبقت عليها ميزان الدعوة إلى الله تعالى الذي فيه سعة كبيرة في وسائل الدعوة.
فقد اختلف في هذه المسألة العلماء منذ القرن الرابع الهجري بين مجيز، وهم الأكثرية، ومحرم وهم الأقلية، ولكل أدلته، ووجهته التي هو موليها.
ودون الخوض في تفاصيل هذه المسألة وأدلة كل فريق، أقول :
أولاً: إن فقه الميزان يقتضي أن باب العبادات المحضة والشعائر التعبدية مقفول على الزيادة فيها أو تغيير شكلها ما لم يرد في ذلك نص صريح، وأما باب العادات والمعاملات فمفتوح، لأن الأصل فيها الإباحة إلا ما دل دليل صحيح وصريح على حرمتها.
ثانياً: أن جمهور العلماء أقروا بالقياس في بعض أنواع العبادات، وبوجود البدعة الحسنة التي توافق أصول الشريعة ولا تعارضها، فقد سمى عمر رضي الله عنه.
جمع الناس على أبي في صلاة القيام عشرين ركعة وفي جميع ليالي رمضان، ثم لما رآهم منتظمين خلف إمام واحد قال : " نعمت البدعة هذه "
كما أن عثمان أحدث الأذان الثاني ليوم الجمعة .
ويقول أبو شامة في : الباعث على إنكار البدع والحوادث ص 62 : " فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها " ثم عرف البدعة الحسنة بأنها " كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي ... "
ثالثاً: إن هناك فرقاً بين الوسائل والمقاصد، فوسائل العبادات ليست على سنن واحد، فهناك من الوسائل ما هي قابلة للاجتهاد مثل وسائل الجهاد، وتوصيل الأذان بالوسائل الحديثة.
رابعاً: إن مفهوم العبادة واسع، فتشمل العبادات المحضة والشعائر التعبدية التي لا يجوز إحداث أي زيادة أو تغيير إلا بدليل صحيح .
وكذلك تشمل بقية أنواع القرب إلى الله مثل الجهاد، والدعوة إلى الله، بل تشمل كل عمل صالح يراد به وجه الله تعالى من الزراعة، والصناعة والتجارة ونحوها.
الراجح :
وبعد تدبري في مسألة الاحتفال بالمولد وفق فقه الميزان وجدته أنه داخل في الدعوة إلى الله تعالى وفي وسائل التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وشمائله وأقواله وأفعاله،ومن المعلوم أن الأصل في وسائل الدعوة الإباحة إلا إذا كانت وسائل محرمة، أو تصحبها محرمات، والدليل على هذا الأصل قوله تعالى: ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل 125
فالحكمة تشمل كل وسيلة نافعة مؤثرة مناسبة للأشخاص والأزمان والأماكن .
والموعظة الحسنة بما فيها المبشرات، والزواجر، وهي الأقوال اللينة والعبر الجميلة، والقصص الصادقة ونحوهما مما يؤثر في القلوب والنفوس.
والجدال هو الحوار ووصفه بالتي هي أحسن وهذا يدل على وجوب أو استحباب سعي الداعية للوصول إلى ما هو الأحسن لفظاً وأسلوباً ومعنى ومحتوى، وهذا يعني التجدد حيث تقتضي الآية أن نجدد اختيار الأحسن حسب الزمن والمكان والأشخاص والأحوال، وأن أحسن الأمس قد لا يكون أحسن اليوم، وهكذا ويقول ابن القيم في تفسير هذه الآية :
" جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب يدعى بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن "
فكما أن وسائل الجهاد ليست مقيدة بما ورد فيها نص، بل هي شاملة لكل ما يحقق الغرض المنشود منه، ولكنها مقيدة بأن لا تتعارض مع النصوص الشرعية، حيث ذكر الله تعالى من وسائله رباط الخيل، واليوم أضيف إليها رباط الدبابات والطائرات ونحوهما، فكذلك وسائل الدعوة، بما فيها الدعوة إلى الله تعالى وإلى حب رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع منهاجه وسيرته وسنته.
وإذا وصلنا إلى ذلك فإن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله تعالى، والتعريف برسوله صلى الله عليه وسلم وطريقته وشمائله، فحينئذ تكون مشروعة بل يثاب عليها الإنسان بالشروط الآتية :
1- أن يراد بالاحتفال الدعوة إلى الله تعالى وإلى حبه، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحياء سنته واتباع شرعه، والالتزام بمنهاجه.
2- أن لا يصاحب الاحتفال أي شيء حرمه الله تعالى من الرقص والاختلاط المحرم وغيرهما من المحرمات القولية والفعلية.
3- أن لا يصاحبه أيضاً الإسراف أو التبذير والمباهاة.
4- وإن كان يصحبه أكل فينبغي أن يدعى إليه الفقراء مع غيرهم.
خامساً: وإن ثبت هذا فلا يقبل الإنكار الشديد من قبل بعض الدعاة إنكاراً تتجاوز شدته الإنكار على المحرمات القطعيات حتى قال أحدهم: إن الذي يحتفل بالمولد النبوي أعظم إثماً ممن شرب الخمر ويزني ويقتل " كما نقله صاحب مفهوم البدعة ص 21- 22
فهذا غلو في الدين يؤدي إلى الاختلال في الموازين، وإلى صناعة التكفير ثم التفجير.
فمنتهى القول أن القضية خلافية، ولكل الحق في ترجيح ما يراه دون تبخيس لحق الآخرين، ولا تقديس لرأيه.
هذا ما توصلنا إليه ومن فقه الميزان، والله أسأل أن يعصمني من الخطأ والزلل في العقيدة والقول والعمل، وأن يجعلنا مخلصين لدينه، وأن يغفر عن أخطائنا وخطايانا.. (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
آمين يارب العالمين. #فقه_الميزان_في_وعي_الزمان

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

هل (الاحتفال بالمولد) (عبادة)؟ ام هو بدعة حسنة ؟!

 

هل (الاحتفال بالمولد) (عبادة)؟

 هكذا ينظر الفقهاء للمحدثات



مَنْ لا يجري على قواعد الأصول، ومناهج الفقهاء، يقف موقف الرفض (من المحدثات دون تفصيل)، ويوجهون أسئلة يظنونها تُفيد المنع، وتحسم الأمر، فيقولون:
س1/ هل (الاحتفال بالمولد) (عبادة)، فإن كان عبادةً فأين الدليل على مشروعيته؟ ويقصدون دليلاً خاصاً، ولا يكتفون بالدلالة العامة والقواعد الكلية؟
س2/ لو كان عبادة فكيف يتركها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يفعلها؟ ولا يُبلغها للأمة؟
س3/ هل احتفل الصحابة بمولده، وهم أكثر حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟

والنتيجة التي يصلون إليها:
بما أنَّ (الاحتفال بالمولد) ليس عليه دليل خاص، ولا فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا بلغه لأمته، ولا فعله الصحابة وهم أحرص على الخير وأعلم بمراد الله ... إذاً هو بدعة.

والحقيقة أن هذه الطريقة أشبه بالمغالطة، وأبعد عن المنهجية العلمية، وتوضيح ذلك كما يلي:

أولاً: المنهجية التي سلكها العلماء والفقهاء هي أنْ يعرضوا (الأمر الحادث) على (ميزان الشريعة)، فإن خالفها رفضوه، وإنْ وافقها وحقق مقاصدها واندرج تحت أصولها قبلوه، وهذا ما نص عليه جماهير العلماء.

قال الإمام الشافعي: ((المحدثات ضربان:
1- ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال.
2- وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة)).

وقال شيخ الإسلام أبو شامة المقدسي في الباعث على إنكار البدع: (فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها؛ وهي كل مُـبْـتَدَع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي).

وقال الإمام الشاطبي في الاعتصام عن تعريف فالبدعة المرفوضة:
(((هي التي لم يدل عليها دليل شرعي:
(1) لا من كتاب
(2) ولا سنة
(3) ولا إجـماع
(4) ولا قياس
(5) ولا استـدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل))).

ففهم من كلامه أنَّ ما كان من المحدثات موافقاً للاستدلالات المعتبرة فليس من البدع المرفوضة.

ومتى حكمنا للأمر الحادث بالانسجام مع قواعد الشريعة فلا يؤثر على حُكْمِنَا بقبوله كون الصحابة رضي الله عنهم فعلوه أو تركوه، ولذا وجدنا أموراً كثيرة مندرجة تحت قواعد الشريعة، فعلها الصحابة ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، وفعلها التابعون ولم يفعلها الصحابة، وفعلها أتباع التابعين ولم يفعلها الصحابة ولا التابعون، وهكذا مَنْ بعدهم.

وقد ذكرت في كتابي ((البدعة الإضافية)) كثيراً من الأمثلة التي أحدثها بعض الصحابة ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون، كما ذكرت كثيراً من الأمور التي فعلها التابعون ولم يفعلها الصحابة .. ومن أحب الوقوف على ذلك فليرجع للكتاب ...

ولكني هنا أذكر بعضاً مما ذكرته هناك؟

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على نبي الله فيقول: (اللهم يا داحي المدحوات ويا باني المبنيات ويا مرسي المرسيات ... اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفات تحننك، وعواطف زواكي رحمتك على محمد عبدك ورسولك...). والحديث في مصنف ابن أبي شيبة، ومعجم الطبراني الأوسط والشريعة للآجري.

فهل يصح أو يجوز أن نقول: لماذا يعلم الناس (عبادة الصلاة على النبي) صلى الله عليه وسلم بصيغة لا تُعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل جهل أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم هذا الخير وعلمه علي رضي الله عنه، وهكذا بقية الأسئلة التي يوردونها.

وأحدث عثمان رضي الله عنه أذانا في الجمعة وأجمع الصحابة على فعله، فهل يصح أو يجوز لنا أن نقول لو كان هذا الأذان عبادة لأرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا كان هذا الأذان ديناً وخيراً فكيف يغيب عن مَنْ هو أفضل منه، كيف لم يفعله أبو بكر ولا عمر؟

وهل وردت مثل هذه الأسئلة على أذهان الأئمة والفقهاء؟

مثال آخر:
كان ابن عباس والحسن البصري وطائفة من السلف (يُعرِّفون) والتعريف هو الاجتماع يوم عرفة بغير عرفة تشبهاً بالحجاج، وقد أخرج ابن أبي شيـبة بسنده عن الحسن قال: (أوَّلُ من عَـرَّفَ بالبصـرة ابن عباس).
قال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: أرجو أنَّه لا بأس به قد فعله غير واحد الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة.
وقال ابن تيمية: (فأما قصد الرجل المسلم مسجد بلده يوم عرفة للدعاء والذكر فهذا هو التعريف في الأمصار الذي اختلف العلماء فيه، ففعله ابن عباس ...).

وقد ذكرت المسألة والروايات التي فيها وأقوال الفقهاء في كتابي (البدعة الإضافية) فليراجعه من أحب، ولكني أقول: هل يصح أن نعترض على الصحابة وأئمة السنة، بمثل هذه الأسئلة، فنقول مثلاً:

لو كان ((التعريف)) عبادة لأمر الله بها، أو أمر بها رسوله، ولو كان التعريف خيراً لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل كتم رسول الله هذا الخير عن أمته، هل جهل الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي حكم (التعريف) وعلمه ابن عباس، هل وهل وهل، أيصح أن تقال هذه الأسئلة، أم أنَّ المنهج الرشيد هو أنْ ننظر للمسألة، ونضعها في ميزان الشرع لنستخرج حكمها.

ابن تيمية رحمه الله كان يكرر الفاتحة من الفجر حتى تطلع الشمس، وهذا أمر لم يرد ولم يثبت فعله عن النبي ﷺ ولا عن أحدٍ من أصحابه، قال الحافظ عمر بن علي البزار في الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية (ص38): (وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه ـ أي ملازماً لابن تيمية ـ جلَّ النهار وكثيراً من الليل، وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه وكنت أسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ، فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله أعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها).

فلم يرَ الشيخ تقي الدين ابن تيمية حرجاً من التزام ذكر مُعَيَّن وهو الفاتحة، في وقت مُعَيَّن، بصفة مُعَيَّنة.

فكيف لو وجهنا هذه الأسئلة لهذا الفعل من الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقلنا:

هل هذا الفعل عبادة أم لا ؟ والجواب: نعم عبادة وليس عادة ولا لهواً

ثم نقول: فهل ورد دليل يدل على مشروعية (تكرار الفاتحة من الفجر إلى ارتفاع الشمس)؟ والجواب: لم يرد.

ثم نقول: هل هذا الخير كتمه الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمته، وهل غاب هذا الخير عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وهم أعلم وأحرص على الخير، وهُدِيَ إليه ابن تيمية؟

أما نحن فلا والله ما نورد هذه الأسئلة على ابن تيمية ونرى أنه لم يفعل في هذه المسألة إلا ما يُحمد عليه.

وكان ابن تيمية يذهب إلى الأماكن المهجورة، ويمرغ وجهه في التراب انكسارا وتذللاً لله تعالى ((أي: عبادة)) طالباً من الله أن يفتح عليه وهذا أمر لم يرد بهذا الوصف
يقول ابن عبد الهادي في كتابه العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ص42): (وكان رحمه الله يقول ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مئة تفسير ثم أسأل الله الفهم، وأقول يا معلم آدم وإبراهيم علمني وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول يا معلم إبراهيم فهمني).

فهل يصح أن نورد عليه في هذه القضية الأسئلة السابقة، ثم نلزمه بأنه جاء بتشريع جديد، وأنه اخترع في الدين وابتدع، وأنه هُديَ إلى ما لم يهتد له الصحابة والتابعون!!

ونقول: إنَّ فعله هذا وإنْ لم يرد عليه دليل خاص، ولكنه داخل تحت الأدلة العامة الآمرة بالتذلل لله والانكسار بين يديه والتواضع له سبحانه وتعالى.

كما نقول بأن فعل الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وإن كان لم يرد به دليل خاص ولا فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعله الصحابة ولا التابعون مع أنهم أعلم وأتقى وأحرص على الخير، وأدرى بسبل الخير وطرائقه ... كل هذا ليس مبررا لمنعه أو اعتباره بدعةً ...

فهل يقول المحرمون للاهتمام والاحتفاء والاحتفال بالمولد النبوي كقولنا؟؟!!

ويذكر لنا ابن القيم في مدارج السالكين (1/446) عن ابن تيمية أمرً عجيباً فيقول: (ومن تجريبات السالكين، التي جربوها فألفوها صحيحة: أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ شديد اللهج بها جدا. وقال لي يوما: لهذين الاسمين ـ وهما الحي القيوم ـ تأثير عظيم في حياة القلب. وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم. وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه).

فالشيخ تقي الدين ابن تيمية قَيَّدَ هذا الذكر بعدد، وقَيَّدَهُ بزمن، وأثبت له ثمرة، وحث عليه بقوله (من واظب عليه).

وقول ابن القيم: (ومن تجريبات السالكين) يستفاد منه أن السالك إلى الله تعالى إذا جرب نوعاً من الأذكار، وإن لم يكن هذا الذكرُ مأثوراً ووجد بعد التجربة نفعاً لذلك الذكر، كصلاح قلبه، وإقباله على الطاعة، وتوبته من ذنوبٍ كان يقارفها، فلا حرج عليه في الـمداومة عليه، بل ولا حرج عليه في أن يدل طلابه وأحبابه على تلك النتيجة التي وصل إليها وفتح الله عليه بها.

فهل يصح أن نسرد قائمة الأسئلة التي يوردها (المحرمون للاهتمام بحادثة المولد الشريف) على الشيخ ابن تيمية، ثم نحاول إلزامه بأنه قد ابتدع وزاد في الدين، وأنه كيف غاب هذا الأمر المحيي للقلوب عن الصحابة والتابعين مع أنهم أعلم وأتقى وأحرص على الخير ... الخ

وأجاز ابن تيمية أن يستعمل المسلم ((المسبحة)) ((داخل الصلاة)) ليحسب ((تكرار سورة واحدة)) ... قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2/233) فقال مجيباً على مسألة: (فيما إذا قرأ القرآن، ويعد في الصلاة بسبحة، هل تبطل صلاته أم لا ؟:
الجواب: إن كان المراد بهذا السؤال أن يعد الآيات، أو يعد تكرار السورة الواحدة، مثل قوله: قل هو الله أحد بالسبحة فهذا لا بأس به، وإن أريد بالسؤال شيء آخر، فليبينه، والله أعلم).

فلم يرَ ابن تيمية حرجاً في استعمال السبحة داخل الصلاة، ولم يرَ حرجاً في تكرار سورة مُعَيَّنة وبعدد مُعَيَّن، مع كون ذلك كله غير وارد عن النبي ﷺ ولا عن السلف الصالح.

واستذكر أيها اللبيب كل الأسئلة أعلاه ...

وكان سيد العلماء الإمام مالك بن أنس رحمه الله لا يركب بالمدينة دابة، ويقول: (أستحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة).

فهل نلوم الإمام مالك على مشاعره هذه، ونسرد عليه الأسئلة المعروفة، فنقول له: أأنت أكثر حباً لرسول الله من صحابته، ومع ذلك ركبوا الدواب وفعلوا وفعلوا .... الخ

إن القانون في المحدثات هو ما أشار إليه الإمام الأصولي الكبير سلطان العلماء العز بن عبد السلام بقوله: وقال الإمام سلطان العلمـاء العز بن عبد السلام (ت 660هـ) في قواعد الأحكام في مصالح الأنام (2/204): (والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة: فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة).

كتبه/ د. سيف علي العصري
4 ربيع الأول 1437هـ

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

هل صحيح أن الصحابة لم يحتفلوا بمولد النبوي ؟!

 في الآونة الأخيرة نشر الذين يمنعون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


ويقولون ما يلي:
إن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن حكموا سنوات ولم يفعلوا الاحتفال بالمولد.
فهذا على زعمهم دليل أنه بدعة.
◆❁🔵❁◆ -
*وأما الرد:*
فيقال:
*حكم أبو بكر الصديق في خلافته سنتين ولم يجمع الناس على إمام واحد في صلاة التروايح.*
*ثم جاء عمر وفعل ذلك.*
*فهل تنكرون فعل عمر رضي الله عنه لأن أبا بكر لم يفعله؟!* -◆❁🔵❁◆ -
*حكم عمر بن الخطاب الفاروق العادل في خلافته عشر سنوات ولم يأمر بزيادة الأذان الثاني*
*وجاء عثمان رضي الله عنه وفعل ذلك*
*ولم ينكر عليه أحد من الصحابة والعلماء إلى يومنا هذا*
*ماذا تقولولون عن فعله؟!*
-•●◆❁🔵❁◆●•
*حكم عثمان بن عفان 13 سنة وهو صهر رسول الله ولم يتم تنقيط المصحف في زمانه*
*وإنما حصل تنقيط المصحف في زمن سيدنا علي ولم ينكر هذه البدعة الحسنة اي مسلم*
*فماذا تقولولون عن هذا الفعل؟؟*
•-----•●◆❁🔵❁◆●•-
*وعلماء الإسلام ورواة الحديث ألفوا مؤلفات واسعة في الإسناد والتجويد والفقه وهم يعلمون أن الصحابة والرسول مافعلوا ذلك، ولم يدع أحد منهم بفعله هذا أنه أشد حبا للقرٱن أو الفقه أو الحديث من رسول الله وصحابته*
*والعلماء من بعد الصحابة ألفوا كتبا في النحو والفقه والتجويد وتلك المؤلفات لم تكن في زمن الصحابة وإلى الآن لا يوجد عاقل يقول عنها بدعة ضلال لأن الرسول والصحابة ما ألفوها*
•-----•●◆❁🔵❁◆●•-----•
وأما عن قولهم: "إن الإحتفال بالمولد بدعة إخترعها (الفاطميون) وعلى رأسهم الملقب بالمعز لدين الله وهو المذل لدين الله ..!
ثم قلد الفاطميين جهلةُ المسلمين على هذه (البدعة)"
📌 *فالرد هو التالي:*
نقول لهم:
*هذا دليل جهلكم،*
*فإن أول ‏من أحدث فعل ذلك ملك اربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدّين علي بن ‏بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع ‏المظفري بسفح قاسيون أي من بلاد الشام.‏*
*وقال ابن كثير (وهو ممن يحبه الوهابية لبعض ميوله لابن تيمية) في تاريخه عن هذا الملك المظفر:*
*"كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالًا هائلًا، وكان شهما عادلًا شجاعًا رحمه الله"*
*فالمسلمون منذ حوالي ثمانمائة سنة إلى اﻵن يحتفلون بمولد النبي*
*وقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن"*.
*فقول الوهابية بتحريم المولد وتبديع المسلمين وأحيانا تكفيرهم من ثمانمائة سنة إلى اﻵن يدل على أنهم أصحاب دين جديد.*
*وقولهم بتبديع كل المسلمين منذ ثمانمائة سنة إلى اﻵن يؤدي إلى القول بأن اﻹسلام كان منقطعا طوال هذه السنوات...*
*وهذا مخالف لحديث رسول الله: "ولا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من ضل حتى يأتي أمر الله."*
•-----•●◆❁🔵❁◆●•-
⬅ *فالمولد سنة حسنة وليس فيه قدح للصحابة بزعم أن فيه إشارة الى أننا نحب الرسول أكثر منهم:*
*فالرسول ماجمع القرآن في كتاب واحد بل أبو بكر جمع القرآن في كتاب واحد وسماه المصحف*
*ولم ينكر عليه الصحابة ذلك بحجة أن فعله فيه إشارة أنه يحب القرآن أكثر من رسول الله.*
*والعلماء قالوا المزية لا تقتضي التفضيل أي أن أبا بكر حين فعل ذلك والرسول لم يفعل فهذا لا يعني أن أبا بكر أفضل من رسول الله.*
•-----•●◆❁🔵❁◆●•-----•
*وإننا نسأل هؤلاء (المحرمين) الاحتفال بالمولد بدعوة أنها بدعة لم يعمله الرسول ولا الصحابة أسئلة ونطلب (الإجابة) عليها:*
*هل الاحتفال بأسبوع محمد بن عبد الوهاب وبذكرى رحيل ابن باز طاعة أو معصية؟*
⬅ *فإن قالوا : بأنه معصية إنتهى معهم النزاع ..!*
⬅ *وإن قالوا بأنه طاعة تثابون عليها ! فهل فعل النبي ذلك أو أحد من الخلفاء الراشدين أو السلف الصالح أو دل عليه أحد منهم أو عملوا ما هو شبيه له يقاس حكمه عليه؟ -•●◆❁📛❁◆●•-
*في كتابه المسمى فتاوى العقيدة، ص.624، العثيمين الوهابي يجوز الاحتفال بأسبوع محمد بن عبدالوهاب .*
•-----•●◆❁📛❁◆●•-----•
*وفي كتابه المسمى مجموع الفتاوى ص. 378، ابن باز يجوز الاحتفال بأسبوع محمد بن عبد الوهاب ويعتبره قربة إلى الله*
------------------------------------------------
*انشروهــا بيــن الناس ليعــرف النــاس حقيقــة جواز الاحتفال بالمولــد ..*
*وليعرف الناس حقيقة الوهابية وتعظيمهم لمشايخهم ومناسباتهم أكثر من تعظيمهم لرسول الله*
*نحن أهل السنـة والجماعة عندما نتكلم حجتنـا هي الدليل.*مهم جدا
المولد النبوي الشريف

الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول، فهل هو بدعة مطلقاً، أم مستحبة، أم جائزة مطلقاً؟

  بسم الله الرحمن الرحيم.

الاحتفال بالمولد النبوي بين التحريم والاستحباب وفق فقه الميزان:
بقلم أ.د علي محيي الدين القره داغي
كثرت الأسئلة في هذه الأيام حول الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول، فهل هو بدعة مطلقاً، أم مستحبة، أم جائزة مطلقاً؟ أفيدونا وفق فقه الميزان أثابكم الله تعالى.
الجواب :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد،
موازين ثابتة توضح حقائق شرعية:
• إن للمسلمين عيدين دينيان فقط هما عيد الفطر الذي يأتي بعد أداء ركن الصيام، وعيد الأضحى الذي يأتي بعد أداء الركن الأخير من الإسلام وهو الحج. وأن كلا العيدين فيه الصلاة (صلاة العيد) والتكبيرات ونحوهما من الأمور التعبدية. فلا يجوز بالإجماع إضافة أي عيد ديني لأنه بدعة محرمة وخطيرة على الدين نفسه. أما الاحتفالات الوطنية أو الاحتفالات بالبطولات، والأشخاص الذين كان لهم دور في خدمة الإسلام والمسلمين، أو للوطن فهذه لا تدخل في الأعياد الدينية لأنها ليست لها طقوس دينية، ولا تخصص بصلاة ونحوها من العبادات الشعائرية المحضة. حتى لو سميت أعياداً فلا مشاحة فيها، لأن العبرة بالحقائق والمقاصد وليست بالألفاظ والمباني.
• الميزان الثاني حول قيام مجموعة من الناس بنشاط معين مثل الاحتفال بمولد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وانتهزوا الفرصة، فأقاموا الخطب والكلمات حول شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته ..... إلخ، فهذا النشاط في حد ذاته ليس صلاة، ولا عيداً دينياً ولا حجاً ولا طوافاً، وإنما هو نشاط عام تتوارد عليه – كما يقول علماء الأصول – الأحكام التكليفية أو معظمها وفقاً لما يأتي :
- إن صحبته البدع المحرمة والخرافات والاختلاط المحرم ونحوها من المحرمات فهذا النشاط يصبح محرماً تحريماً لغيره، وإن صاحبته المكروهات، فمكروه وهذا الحكم عام لكل نشاط تصاحبه المحرمات فيكون محرماً أو مكروهاً لأنه داخل في أن الاعتبار في الوسائل والذرائع بمآلاتها وآثارها، فمن المتفق عليه أن الوسائل تأخذ حكم الغايات والمقاصد والمآلات.
- وإن لم تصحبه المحرمات من البدع المحرمة ونحوها، بل نوى أصحابها انتهاز هذه الفرصة للدعوة إلى الله تعالى، والتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه فيكونون مثابين بإذن الله تعالى لأن " الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " رواه البخاري في صحيحه (1) ومسلم (1907)
- وإذا أراد أصحاب الاحتفال بالمولد أن يجعلوه عيداً دينياً يخصصونه بنوع من الصلوات والشعائر ونحوها ( ما يسميه البعض بالطقوس الدينية) فهذا بلا شك محرم وبدعة محدثة وضلالة.
ونحن حديثنا وفتوانا على الفقرة (2) السابقة فقط، وطبقت عليها ميزان الدعوة إلى الله تعالى الذي فيه سعة كبيرة في وسائل الدعوة.
فقد اختلف في هذه المسألة العلماء منذ القرن الرابع الهجري بين مجيز، وهم الأكثرية، ومحرم وهم الأقلية، ولكل أدلته، ووجهته التي هو موليها.
ودون الخوض في تفاصيل هذه المسألة وأدلة كل فريق، أقول :
أولاً: إن فقه الميزان يقتضي أن باب العبادات المحضة والشعائر التعبدية مقفول على الزيادة فيها أو تغيير شكلها ما لم يرد في ذلك نص صريح، وأما باب العادات والمعاملات فمفتوح، لأن الأصل فيها الإباحة إلا ما دل دليل صحيح وصريح على حرمتها.
ثانياً: أن جمهور العلماء أقروا بالقياس في بعض أنواع العبادات، وبوجود البدعة الحسنة التي توافق أصول الشريعة ولا تعارضها، فقد سمى عمر رضي الله عنه.
جمع الناس على أبي في صلاة القيام عشرين ركعة وفي جميع ليالي رمضان، ثم لما رآهم منتظمين خلف إمام واحد قال : " نعمت البدعة هذه "
كما أن عثمان أحدث الأذان الثاني ليوم الجمعة .
ويقول أبو شامة في : الباعث على إنكار البدع والحوادث ص 62 : " فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها " ثم عرف البدعة الحسنة بأنها " كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي ... "
ثالثاً: إن هناك فرقاً بين الوسائل والمقاصد، فوسائل العبادات ليست على سنن واحد، فهناك من الوسائل ما هي قابلة للاجتهاد مثل وسائل الجهاد، وتوصيل الأذان بالوسائل الحديثة.
رابعاً: إن مفهوم العبادة واسع، فتشمل العبادات المحضة والشعائر التعبدية التي لا يجوز إحداث أي زيادة أو تغيير إلا بدليل صحيح .
وكذلك تشمل بقية أنواع القرب إلى الله مثل الجهاد، والدعوة إلى الله، بل تشمل كل عمل صالح يراد به وجه الله تعالى من الزراعة، والصناعة والتجارة ونحوها.
الراجح :
وبعد تدبري في مسألة الاحتفال بالمولد وفق فقه الميزان وجدته أنه داخل في الدعوة إلى الله تعالى وفي وسائل التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وشمائله وأقواله وأفعاله،ومن المعلوم أن الأصل في وسائل الدعوة الإباحة إلا إذا كانت وسائل محرمة، أو تصحبها محرمات، والدليل على هذا الأصل قوله تعالى: ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل 125
فالحكمة تشمل كل وسيلة نافعة مؤثرة مناسبة للأشخاص والأزمان والأماكن .
والموعظة الحسنة بما فيها المبشرات، والزواجر، وهي الأقوال اللينة والعبر الجميلة، والقصص الصادقة ونحوهما مما يؤثر في القلوب والنفوس.
والجدال هو الحوار ووصفه بالتي هي أحسن وهذا يدل على وجوب أو استحباب سعي الداعية للوصول إلى ما هو الأحسن لفظاً وأسلوباً ومعنى ومحتوى، وهذا يعني التجدد حيث تقتضي الآية أن نجدد اختيار الأحسن حسب الزمن والمكان والأشخاص والأحوال، وأن أحسن الأمس قد لا يكون أحسن اليوم، وهكذا ويقول ابن القيم في تفسير هذه الآية :
" جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب يدعى بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن "
فكما أن وسائل الجهاد ليست مقيدة بما ورد فيها نص، بل هي شاملة لكل ما يحقق الغرض المنشود منه، ولكنها مقيدة بأن لا تتعارض مع النصوص الشرعية، حيث ذكر الله تعالى من وسائله رباط الخيل، واليوم أضيف إليها رباط الدبابات والطائرات ونحوهما، فكذلك وسائل الدعوة، بما فيها الدعوة إلى الله تعالى وإلى حب رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع منهاجه وسيرته وسنته.
وإذا وصلنا إلى ذلك فإن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله تعالى، والتعريف برسوله صلى الله عليه وسلم وطريقته وشمائله، فحينئذ تكون مشروعة بل يثاب عليها الإنسان بالشروط الآتية :
1- أن يراد بالاحتفال الدعوة إلى الله تعالى وإلى حبه، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحياء سنته واتباع شرعه، والالتزام بمنهاجه.
2- أن لا يصاحب الاحتفال أي شيء حرمه الله تعالى من الرقص والاختلاط المحرم وغيرهما من المحرمات القولية والفعلية.
3- أن لا يصاحبه أيضاً الإسراف أو التبذير والمباهاة.
4- وإن كان يصحبه أكل فينبغي أن يدعى إليه الفقراء مع غيرهم.
خامساً: وإن ثبت هذا فلا يقبل الإنكار الشديد من قبل بعض الدعاة إنكاراً تتجاوز شدته الإنكار على المحرمات القطعيات حتى قال أحدهم: إن الذي يحتفل بالمولد النبوي أعظم إثماً ممن شرب الخمر ويزني ويقتل " كما نقله صاحب مفهوم البدعة ص 21- 22
فهذا غلو في الدين يؤدي إلى الاختلال في الموازين، وإلى صناعة التكفير ثم التفجير.
فمنتهى القول أن القضية خلافية، ولكل الحق في ترجيح ما يراه دون تبخيس لحق الآخرين، ولا تقديس لرأيه.
هذا ما توصلنا إليه ومن فقه الميزان، والله أسأل أن يعصمني من الخطأ والزلل في العقيدة والقول والعمل، وأن يجعلنا مخلصين لدينه، وأن يغفر عن أخطائنا وخطايانا.. (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
آمين يارب العالمين.

اقول لعلماء اجلاء حول جواز احتفال بالمولد النبوي .

 

اقول لعلماء اجلاء حول مولد النبوي .

 


هل يمكن أن يكون كل هؤلاء العلماء الأولون على خطأ وبعض علماء العصر على صواب ؟!!
في حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وما مدى صحة أقوال بعض كبار علماء الأمّة في مشروعيّته؟
1- قال ابن تيمية رحمه الله: (فتعظيم المولد، واتخاذه موسماً قد يفعله بعض النّاس, ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم) اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية (1/297) 2- قال الإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي رحمهما الله: ( ومن أحسن ما ابتدع في زماننا، ما يفعل كلّ عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم من الصدقات، والمعروف, وإظهار الزينة والسرور؛ فإنّ ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء، مشعر بمحبّته صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم, وتعظيمه في قلب فاعل ذلك, وشكراً لله على ما منَّ به من إيجاد رسوله صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم الذي أرسله رحمة للعالمين) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدّين الحلبي (1/83- 84) 3- قال الإمام السّخاوي رحمه الله: ( لم يفعله أحد من السّلف في القرون الثلاثة, وإنّما حدث بعد, ثمّ لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد, ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصّدقات, ويعتنون بقراءة مولده الكريم, ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدّين الحلبي (1/83- 84) 4- قال الإمام ابن الجزري رحمه الله: ( من خواصِّه أنّه أمان في ذلك العام, وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدّين الحلبي (1/83- 84) 5- قال الإمام السّيوطي رحمه الله: ( هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها؛ لما فيه من تعظيم قدر النبيّ صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم، وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف) الحاوي للفتاوي (1/292) 6- وقال أيضاً: ( يستحبُّ لنا إظهار الشكر بمولده صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم, والاجتماع, وإطعام الطعام, ونحو ذلك من وجوه القربات, وإظهار المسرّات) الحاوي للفتاوي (1/292) 7- وقال أيضاً: ( ما من بيت، أو محلّ، أو مسجد قُرِئ فيه مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم، إلا حفّت الملائكة أهل ذلك المكان, وعمهم الله تعالى بالرحمة والرضوان) الوسائل في شرح المسائل للسّيوطي. 8- قال الإمام ابن الحاج رحمه الله: ( فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات, والخير شكراً للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة؛ وأعظمها ميلاد المصطفى صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم) المدخل (1/361) 9- قال الإمام زيني دحلان رحمه الله: (ومن تعظيمه صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم الفرح بليلة ولادته, وقراءة المولد) الدّرر السنيّة (190) 10- قال الإمام العراقي رحمه الله: ( إنّ اتخاذ الوليمة, وإطعام الطعام، مُستحبٌّ في كلّ وقت, فكيف إذا انضمَّ إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور النبيّ صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم في هذا الشهر الشريف, ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروهاً, فكم من بدعة مستحبّة بل قد تكون واجبة) شرح المواهب اللدنّيّة للزرقاني. 11- قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ( أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السّلف الصّالح من القرون الثلاثة, ولكنّها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدّها, فمن تحرّى في عملها المحاسن, وجنّب ضدّها، كان بدعة حسنة, وإلا فلا, وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت في الصحيحين من أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء, فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجّى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى, فيستفاد منه الشّكر لله على ما منَّ به في يوم معيّن من إسداء نعمة, أو دفع نقمة, ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كلّ سنة, والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود، والصيام والصدقة، والتلاوة, وأيّ نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبيّ نبي الرحمة في ذلك اليوم, وعلى هذا فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من التلاوة, والإطعام, وإنشاد شيء من المدائح النبويّة المحرّكة للقلوب إلى فعل الخير، والعمل للآخرة, وأمّا ما يتبع ذلك من السماع، واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحاً بحيث يقتضي السرور لا بأس بإلحاقه به, وما كان حراماً أو مكروهاً فيمنع, وكذا ما كان خلاف الأولى ) الفتاوى الكبرى (1/196) 12- قال الإمام ابن عابدين -رحمه الله- في شرحه على مولد ابن حجر: ( اعلم أنّ من البدع المحمودة، عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم) وقال أيضاً: ( فالاجتماع لسماع قصّة صاحب المعجزات، عليه أفضل الصّلوات، وأكمل التّحيات، من أعظم القربات؛ لما يشتمل عليه من المعجزات، وكثرة الصّلوات ) جزاكم الله خيرا.

الاثنين، 18 أكتوبر 2021

الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول صل الله عليه وسلم في الميزان

 


الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول صل الله عليه وسلم في الميزان

 #فتوى_موجزة_القره_داغي



بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
كثرت الأسئلة في هذه الأيام حول الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول، فهل هو بدعة مطلقاً، أم مستحبة، أم جائزة مطلقاً؟ أفيدونا وفق فقه الميزان أثابكم الله تعالى.
الجواب :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد، فقد اختلف في هذه المسألة العلماء منذ القرن الرابع الهجري بين مجيز، وهم الأكثرية، ومحرم وهم الأقلية، ولكل أدلته، ووجهته التي هو موليها.
ودون الخوض في تفاصيل هذه المسألة وأدلة كل فريق، أقول :
أولاً: إن فقه الميزان يقتضي أن باب العبادات المحضة والشعائر التعبدية مقفول على الزيادة فيها أو تغيير شكلها ما لم يرد في ذلك نص صريح، وأما باب العادات والمعاملات فمفتوح، لأن الأصل فيها الإباحة إلا ما دل دليل صحيح وصريح على حرمتها.
ثانياً: أن جمهور العلماء أقروا بالقياس في بعض أنواع العبادات، وبوجود البدعة الحسنة التي توافق أصول الشريعة ولا تعارضها، فقد جمع عمر رضي الله عنه الناس على أبي بن كعب ليؤمهم في صلاة القيام في ليالي رمضان، ثم لما رآهم منتظمين خلف إمام واحد قال : " نعمت البدعة هذه " قال ابن تيميه في مجموع الفتاوى ( ٢٠/ ١٦٣): إسناده صحيح وقال ابن عمر في صلاة الضحى : ( بدعة، نعمت البدعة) قال الحافظ ابن حجر في الفتح ٣/٦٣ إسناده صحيح
كما أن عثمان أحدث الأذان الثاني ليوم الجمعة .
ويقول أبو شامة في : الباعث على إنكار البدع والحوادث ص 62 : " فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها " ثم عرف البدعة الحسنة بأنها " كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي ... "
ثالثاً: إن هناك فرقاً بين الوسائل والمقاصد، فوسائل العبادات ليست على سنن واحد، فهناك من الوسائل ما هي قابلة للاجتهاد مثل وسائل الجهاد، وتوصيل الأذان بالوسائل الحديثة.
رابعاً: إن مفهوم العبادة واسع، فتشمل العبادات المحضة والشعائر التعبدية التي لا يجوز إحداث أي زيادة أو تغيير إلا بدليل صحيح .
وكذلك تشمل بقية أنواع القرب إلى الله مثل الجهاد، والدعوة إلى الله، بل تشمل كل عمل صالح يراد به وجه الله تعالى من الزراعة، والصناعة والتجارة ونحوها.
الراجح :
وبعد تدبري في مسألة الاحتفال بالمولد الذي يقام دون مخالفات شرعية بل إلقاء الخطب والدروس للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وشمائله وشريعته فإن ميزانه وفق فقه الميزان الذي نزل مع القرآن هو ميزان الدعوة إلى الله تعالى، وميزان وسائل التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وشمائله وأقواله وأفعاله، وان الخطأ عند المحرمين له قد وقع في الميزان حيث اخضعوه لميزان العبادات المحضة.
ومن المعلوم أن الأصل في وسائل الدعوة الإباحة إلا إذا كانت وسائل محرمة، أو تصحبها محرمات، والدليل على هذا الأصل قوله تعالى: ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل 125
فالحكمة تشمل كل وسيلة نافعة مؤثرة مناسبة للأشخاص والأزمان والأماكن، وليست خاصة بما ورد في الشرع فقط.
والموعظة الحسنة بما فيها المبشرات، والزواجر، هي الأقوال اللينة والعبر الجميلة، والقصص الصادقة ونحوهما مما يؤثر في القلوب والنفوس.
والجدال هو الحوار ووصفه بالتي هي أحسن يدل على وجوب السعي أو استحبابه مز قبل الداعية للوصول إلى ما هو الأحسن لفظاً وأسلوباً ومعنى ومحتوى، وهذا يعني التجديد حيث تقتضي الآية أن نجدد اختيار الأحسن حسب الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وأن أحسن الأمس قد لا يكون أحسن اليوم، وهكذا، يقول ابن القيم في تفسير هذه الآية :
" جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب يدعى بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده غفلة وتأخر يدعى بالموعظالحسنة، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن "
فكما أن وسائل الجهاد ليست مقيدة بما ورد فيها نص، بل هي شاملة لكل ما يحقق الغرض المنشود منه، ولكنها مقيدة بأن لا تتعارض مع النصوص الشرعية، حيث ذكر الله تعالى من وسائله رباط الخيل، واليوم أضيف إليها رباط الدبابات والطائرات ونحوهما، فكذلك وسائل الدعوة، بما فيها الدعوة إلى الله تعالى وإلى حب رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع منهاجه وسيرته وسنته.
وإذا وصلنا إلى ذلك فإن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله تعالى، والتعريف برسوله صلى الله عليه وسلم وطريقته وشمائله، فحينئذ تكون مشروعة بل يثاب عليها الإنسان بالشروط الآتية :
1- أن يراد بالاحتفال الدعوة إلى الله تعالى وإلى حبه، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحياء سنته واتباع شرعه، والالتزام بمنهاجه.
2- أن لا يصاحب الاحتفال أي شيء حرمه الله تعالى من الرقص والاختلاط المحرم وغيرهما من المحرمات القولية والفعلية.
3- أن لا يصاحبه أيضاً الإسراف أو التبذير والمباهاة.
4- وإن كان يصحبه أكل فينبغي أن يدعى إليه الفقراء مع غيرهم.
خامساً: وإذا ثبت هذا فلا يقبل الإنكار الشديد من قبل بعض الدعاة إنكاراً تتجاوز شدته الإنكار على المحرمات القطعيات حتى قال أحدهم: إن الذي يحتفل بالمولد النبوي أعظم إثماً ممن شرب الخمر ويزني ويقتل " كما نقله صاحب مفهوم البدعة ص 21- 22
فهذا غلو في الدين يؤدي إلى الاختلال في الموازين، وإلى صناعة التكفير ثم التفجير،والتفرقة بين المسلمين
فمنتهى القول أن القضية خلافية، ولكل الحق في ترجيح ما يراه دون تبخيس لحق الآخرين، ولا تقديس لرأيه.
هذا ما توصلنا إليه وفقا لفقه الميزان، والله أسأل أن يعصمني من الخطأ والزلل في العقيدة والقول والعمل، وأن يجعلنا مخلصين لدينه، وأن يغفر عن أخطائنا وخطايانا.. (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
آمين يارب العالمين
كتبه الفقير إلى ربه
علي محيي الدين القره داغي

لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟

  لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟ يجيبك العلامة البشير الابراهيمي ،يقول رحمه الله " ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻔﻼﺕ اﻝﻣﻮﻟﺪﻳﺔ ﻭﻫ...

الى من يهمه الأمر مع التحية ..