لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟
يجيبك العلامة البشير الابراهيمي ،يقول رحمه الله
" ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻔﻼﺕ اﻝﻣﻮﻟﺪﻳﺔ ﻭﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ، ﻭﻳﻄﻴﻠﻮﻥ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺣﺎﺻﻠﻪ اﻟﻔﺮاﻍ ﻭاﻟﺘﻠﻬﻲ ﻭﻗﻄﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻓﻴﻪ، ﻭاﻟﺤﻖ اﻟﺬﻱ ﺗﺨﻄﺎﻩ اﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﻟﻠﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺑﻘﻮﺓ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﺮﺑﻬﻢ، ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺯﻣﻨﺔ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﺭاﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭاﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ اﻷﻣﺪ ﻭاﺣﺘﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻨﺒﻬﺎﺕ، ﻓﻤﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭاﻟﺴﺪاﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﻴﺮﻭﻥ ﻋﺒﺮﻩ، ﻭﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﺳﻴﺮﻩ، ﻭﺇﻟﻰ ﻗﺮﺁﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺠﻠﻮﻥ ﺣﻘﺎﺋﻘﻪ، ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ اﻟﻤﻨﺒﻬﺎﺕ ﻣﻮﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻮ ﻓﻬﻤﻨﺎﻩ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ...."
ويقول في موضع اخر
"ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺴﺎﺩﺓ،
ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻤﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮﻱ، ﻓﺘﺜﻴﺮ اﻟﻬﻤﻢ اﻟﺮﻭاﻛﺪ، ﻭﺗﺴﺘﻔﺰ اﻟﻌﺰاﺋﻢ اﻟﻔﺎﺗﺮﺓ، ﻭﺗﺼﺤﺢ ﻣﺎ اﻧﺪﺛﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭاﻟﻌﻘﺎﺋﺪ، ﺃﺣﻴﻮا ﻫﺬﻩ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻭﻧﻔﻮﺱ ﺃﺑﻨﺎﺋﻜﻢ ﻭﺑﻨﺎﺗﻜﻢ، ﺗﺤﻴﻮا ﻭﻳﺤﻴﻮا ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﺼﻠﺤﻴﻦ ﻫﺎﺩﻳﻦ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻣﻬﺪﻳﻴﻦ ﺑﻪ. ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ."
وفي موضع اخر يقول "
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑاﻟﻤﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﻭﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ اﻷﺳﻠﻮﺏ، ﻓﻨﺠﻠﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻴﺮﺓ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، ﻭاﻷﺧﻼﻕ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ، ﻭﻧﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺮ، ﻭﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺣﻨﺎ ﺇﺫا اﺗﺒﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻭﻓﻲ ﻫﻼﻛﻨﺎ ﺇﺫا ﺃﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻔﻲ اﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻨﺎ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺼﻠﺔ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﺑﻬﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺘﻪ."
فالقضية في كيفية الاحتفال لا كون الاحتفال بدعة فافهم يا تلفي
" ﺇﺣﻴﺎء ﺫﻛﺮﻯ اﻟﻤﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮﻱ ﺇﺣﻴﺎء ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﺗﺬﻛﻴﺮ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﻫﺪﻯ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺬﻛﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭا اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻼء ﺑﺘﻠﻚ اﻷﺧﻼﻕ.
ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺤﻴﺔ ﻧﺠﻴﺰ ﺇﻗﺎﻡ ﻫﺬﻩ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ، ﻭﻧﻌﺪﻫﺎ ﻣﻮاﺳﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺩﺭﻭﺱ ﻫﺪاﻳﺔ، ﻭاﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺒﺪﻋﻴﺘﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻤﺜﻠﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻴﺘﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ اﻟﻤﻮﻟﺪ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ. " هكذا فقه العلامة البشير الابراهيمي فافهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق