بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

تَذْكِرَةُ الأَبْرَار بِفَضْلِ إِحْيَاءِ يَوْمِ مَوْلِدِ الْرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ المُخْتَار

 تَذْكِرَةُ الأَبْرَار

بِفَضْلِ إِحْيَاءِ يَوْمِ مَوْلِدِ الْرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ المُخْتَار

شمس الزمان الإمام د. طارق بن محمد السَّعدي

 

لمطالعة "اختصار تذكرة الأبرار" انتقل إلى: صفحة الاختصار

للحصول على بطاقة دعوية في الموضوع انتقل إلى: صفحة التذكرة المصورة

 

قال شمس الزمان الإمام طارق بن محمد السعدي رضي الله عنه:

  تَذْكِرَةُ الأَبْرَار بِفَضْلِ إِحْيَاءِ يَوْمِ مَوْلِدِ الْرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ المُخْتَار

ولد سيدنا رسول الله محمد r بتاريخ: 12 ربيع الأول من العام 52 قبل الهجرة الموافق عام 571 ميلادي(*)

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ السَّبْعَاتِ الْسَّمَاوِيَّة والأرْضِيَّة، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْبَرِيَّة، وَبَعْدُ:

يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ الْمُكَرَّمُ، احْرَصْ عَلَى إِحْيَاءِ يَوْمِ الْمَوْلِدِ الْنَّبَوِيِّ الْمُعَظَّم؛ وَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهُ مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتُحْرَم، فَإِنَّ " إِحْيَاءَ يَوْمِ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدٍ r " سُنَّةٌ شَرْعِيَّةٌ؛ هَدَى إلَيْهَا الأَدِلَّةُ الْتَّفْصِيْلِيَّةُ وَالإجْمَالِيَّة؛ فَقَدْ ثَبَتَ إِحْيَاءُ يَوْمِ الإثْنَيْنِ لِلْمَوْلِدِ وَالرِّسَالَةِ الْنَّبَوِيَّة(1)، وَثَبَتَ إِحْيَاءُ يَوْمِ عَاشُوْرَاء(2) مِنْ أيَّامِ الفَضْلِ وَالرَحْمَةِ السَّنَوِيَّة، فَثَبَتَ سُنِّيَّةُ وَمَشْرُوْعِيَّةُ إِحْيَاءِ الأَيَّامَ الْحَوْلِيَّة لِمِيْلادِ الْذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّة.

تنبيه: وَقَدْ أَنْكَرَ البَعْضُ سُنِّيَّةَ "إِحْيَاءَ المَوْلِد النَّبَوِيّ"، وَزَعَمُوْا أَنَّهُ بِدْعَةٌ مَرْدُوْدُة؛ لِعَدَم فِعْلِ الْسَّلَفِ الأوَّلِ لَهُ!

وَهُوَ إنْكَارٌ يَقُوْمُ عَلَى خَطَأٍ وَتَخْرِيْص؛ إِذْ قَدْ فَعَلَهُ النَّبِيُّ r أُسْبُوْعِيًّا عَلَى سَبِيْلِ الْتَّفْصِيْلِ بِطَرِيْقَةٍ (هِيَ الْصَّوْمُ الأُسْبُوْعِيُّ) دُوْنَ تَخْصِيْص(1)، وَهَدَى إِلَى جَوَازِ فِعْلِهِ سَنَوِيًّا دُوْنَ تَنْصِيْص(2)وَحَثَّ عَلَى إِحْدَاثِ الأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ مُبَيِّنًا فَضْلَ الْبِدَعِ الْمُسْتَنِدَةِ إِلَى أَدِلَّةٍ شَرْعِيَّة (3)، وأنَّهَا فُرُوْعٌ لشَجَرَةِ سُنَّتِهِ الْعَلِيَّة، وَتَفَاعُلٌ لِسِعَةِ الْرِسَالَةِ الإِسْلامِيَّة! لِذَلِكَ قَالَ مُحْيِي الْسُّنَّة "الإمَامُ الشَّافِعِيُّ t" في بَيَانِ "حَدّ الاتِّبَاعِ" فِيْ مُحْدَثَاتِ الْخَلَف: أَنْ " كُلُّ مَا لَهُ مُسْتَنَدٌ مِنَ الْشَّرْعِ فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ، وَلَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ الْسَّلَفُ "اهـ

فَإِحْيَاءَ يَوْمِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ أُسْبُوْعِيًّا أَوْ سَنَوِيًّا بِالْعِبَادَاتِ أَوْ الْعَادَاتِ (الثَّابِتَةِ فِي التَّفْصِيْلِ، أَوْ الْمُبْتَدَعَةِ اسْتِنَادًا إِلَى دَلِيْل) هُوَ عَمَلٌ صَالِحٌ مُسْتَمَدٌّ مِنَ الْتَّنْزِيْل! وفِيْهِ اسْتِجَابَةٌ لِأَمْرِ "ذِكْرْ نِعْمَةِ اللهِ الجَلِيْل": بِإِحْيَائِهَا بِالْفَرَحِ وَالْشُّكْرِ وَالْتَّبْجِيْل(4).

كَتَبَهُ: خَادِمُ الحَقِّ، د. طَارِق بْنُ محمَّد السَّعْدِي

 

(1) سُئِلَ النَّبِيُّ r عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ »[رواه مسلم].

(2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ t، قَالَ: " قَدِمَ النَّبِيُّ r الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: « مَا هَذَا »؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: « فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ »[متفق عليه].

(3) قَالَ النَّبِيُّ r إِجْمَالاً: « مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا »[الترمذي وابن ماجة وغيرهما]! وَمِن أَمْثِلَةِ التَّفْصِيْل: أَنَّهُ r قَالَ: « إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ »، قَالَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ:" كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ r فَلَمَّا .. قَالَ: « سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ »، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ r، قَالَ: « مَنِ الْمُتَكَلِّمُ »؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: « رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ »[متفق عليهما].

(4) قال الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾[يونس:58]، ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾[لقمان:12]، ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ؛ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج:32]، ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾[الضحى:11].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟

  لماذا لم يحتفل الصحابة بمولد النبي الكريم ؟ يجيبك العلامة البشير الابراهيمي ،يقول رحمه الله " ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻔﻼﺕ اﻝﻣﻮﻟﺪﻳﺔ ﻭﻫ...

الى من يهمه الأمر مع التحية ..