ينتظر المصريون خاصة والأمة الإسلامية عامة قدوم المولد النبوى الشريف كل عام بكثير من الحب والبهجة والسرور، ودائما ما يضع الشعب المصرى لمساته المبهجة على أية مناسبة بأكلاتها المميزة الخاصة بها، حيث اعتاد المصريون أكل حلوى المولد التى تضفى السعادة على القلوب فى ذكرى مولد خاتم المرسلين، مشاركين شعوب الأرض المسلمة من مشارقها ومغاربها هذه الأيام الذكرى العطرة للمولد النبوى.
وفي مصر المحروسة مذاق خاص فى الاحتفال بمولد النبى تحتل من خلاله مكان الصدارة بدءا من إقامة سرادقات الإنشاد الدينى والابتهالات فى مدح نبي الرحمة، ومرورا بتسيير مواكب الطرق الصوفية التي تطوف الأحياء التى يشع منها عبق التاريخ مثل الحسين والسيدة زينب والقلعة وأضرحة الأولياء، وانتهاءً ببيع الحلوى وعروس المولد فى الشوارع والأحياء، مستغلين هذه المناسبة العطرة فى إعلاء قيم التسامح والتآخى، من خلال تبادل الجيران الحلوى فيتلقاها الجميع مسلم ومسيحى كل على حد السواء بسعادة وفرحة عارمة.
ولم تكتفى مصر بالتهادى وتوزيع الحلوى، وإنما تقام شعائر غاية فى الروعة تبدأ بعقود للزواج الجماعى فى هذه المناسبة الكريمة، وإقامة ولائم الطعام فى التكايا وأمام المساجد الكبرى، وينشد الفنانون الشعبيون الأشعار والابتهالات وتقام حلقات الذكر فى حب نبى الرحمة .
إلا أن هناك تيارات متشددة هدفها دائما التشويه وتعكير الصفو على المصريين، لا يتركون مناسبة مبهجة إلا وحرموها، ولم تفلت احتفالات المولد النبوى الشريف ولا أكل الحلوى من قائمة محرماتهم، معتبرين أن هذا بدعة محرمة، لكن الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية تقف بالمرصد لهذه التيارات الظلامية، فها هو المركز العالمى للأزهر يرد على تلك الفتاوى الشاذة، بأنه لا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد، والتوسعةُ على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه صلى الله عليه وسلم للدنيا، وقد أخرج اللهُ تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور.
وهذه دار الإفتاء المصرية ترد على فتاوى المتشددين التي تُحرِّم شراء حلوى المولد النبوي أو التهادي بها في ذكرى المولد النبوي، بأن شراء الحلوى والتهادي بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف "مباح شرعًا ويدخل في باب الاستحباب من باب السعة على الأهل والأسرة في هذا اليوم العظيم".
وأخيرا.. نقول، إن على الشعب المصرى والمسلمين أن لا يلتفتون إلى هذه التيارات الظلامية التى ابتدعوا بفتاويهم المتطرفة دينا جديدا غير الإسلام، يهدف إلى إفساد على الناس دينهم وحياتهم، فأصبح القتل عندهم جهادا، وأن تسود قيم رخيصة تتعارض مع أبسط قواعد العقل والمنطق، فاحذروهم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق