قال الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى "مورد الصادي في مولد الهادي":
قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم :
إذا كان هذا كــافرا جـــــاء ذمــه ... وتبّـت يــداه في الجحيم مخلدا
أتى أنــه في يوم الاثنين دائــمـــا ... يخفــــف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره ... بأحمد مسرورا ومات موحدا
قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم :
إذا كان هذا كــافرا جـــــاء ذمــه ... وتبّـت يــداه في الجحيم مخلدا
أتى أنــه في يوم الاثنين دائــمـــا ... يخفــــف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره ... بأحمد مسرورا ومات موحدا
الحديث عند البخاري (5101) : قال عروة بن الزبير: وثويبة مولاة لأبي لهب: كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب [رآه] بعض أهله بِشَرِّ حِيبَةٍ ، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سُقيت في هذه بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ ...
- قوله: "بشرّ حيبة"؛ أي: على أسوأ حالة، .. بحالة رديئة، وفس رواية بشرّ خيبة أي: في حالة خائبة من كل خير. وفي رواية قال ابو لهب مَا وَجَدْتُ بَعْدَكُمْ رَاحَةً
من الهم والحزن والخيبة
حاصل المعنى أنه سقي شيئا قليلا من الماء بعتقه ثويبة
- قوله: "بشرّ حيبة"؛ أي: على أسوأ حالة، .. بحالة رديئة، وفس رواية بشرّ خيبة أي: في حالة خائبة من كل خير. وفي رواية قال ابو لهب مَا وَجَدْتُ بَعْدَكُمْ رَاحَةً
من الهم والحزن والخيبة
حاصل المعنى أنه سقي شيئا قليلا من الماء بعتقه ثويبة
(1). قال الحافظ ابن حجر (الفتح 9/ 145) : في الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل ونقل أقوال بعض أهل العلم في ذلك....
(2). قال ابن بطال (شرح البخاري 191/13) : أن الكافر بالله قد يعطى عوضًا من أعماله التى يكون مثلها قربة لأهل الإيمان بالله، وذلك أن أبا لهب أخبر أنه سقى فى النار بعتقه ثويبة فى النقرة التى تحت إبهامه، يقع له التخفيف بمقدار ما تحمل النقرة التى تحت إبهامه من الماء وكان ذلك تخفيفًا له من العذاب، كما جاء أنه يخفف عن أبى طالب العذاب ويجعل فى ضحضاح من نار يغلى منه دماغه، غير أن التخفيف عن أبى لهب أقل من التخفيف عن أبى طالب؛ لأن أبا لهب كان مؤذيًا للنبى - صلى الله عليه وسلم - ، وخفف عن أبى طالب أكثر من ذلك لنصرته للنبى - صلى الله عليه وسلم - وحياطته له، فدل هذا كله أن التخفيف عنهما مع كفرهما بالله تعالى الذى ماتا عليه كان لأجل ما أوقعاه من القربة وفعل الخير فى حال شركهما..
.
(2). قال ابن بطال (شرح البخاري 191/13) : أن الكافر بالله قد يعطى عوضًا من أعماله التى يكون مثلها قربة لأهل الإيمان بالله، وذلك أن أبا لهب أخبر أنه سقى فى النار بعتقه ثويبة فى النقرة التى تحت إبهامه، يقع له التخفيف بمقدار ما تحمل النقرة التى تحت إبهامه من الماء وكان ذلك تخفيفًا له من العذاب، كما جاء أنه يخفف عن أبى طالب العذاب ويجعل فى ضحضاح من نار يغلى منه دماغه، غير أن التخفيف عن أبى لهب أقل من التخفيف عن أبى طالب؛ لأن أبا لهب كان مؤذيًا للنبى - صلى الله عليه وسلم - ، وخفف عن أبى طالب أكثر من ذلك لنصرته للنبى - صلى الله عليه وسلم - وحياطته له، فدل هذا كله أن التخفيف عنهما مع كفرهما بالله تعالى الذى ماتا عليه كان لأجل ما أوقعاه من القربة وفعل الخير فى حال شركهما..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق